جماعة الدعوة والتبليغ
>> الثلاثاء، 18 أوت 2009
شكون ما يعرفش جماعة التبليغ
لا تكاد تخلو قرية في تونس منهم .
لم نسمع يوما ان ايديهم تلطخت بالعنف او الدماء . نساءهم لا تخرج من المنازل و هم ملتحون و يلبسون ابيض في ابيض .
لا يحرمون شيئا و لا يحللون و تجد في منازلهم تلافز و انترنات لكن لا يستعملونها للدعوة ابدا .
افكارهم سلفية و ممارستهم للدين صوفية لا يكتبون و لا يدونون فكرهم بل يتناقلونها شفويا .
يخلط الكثيرون بينهم و بين الخوانجية لكنهم مختلفين .
هم قوم لا يتكلمون في السياسة ولا يحومون حولها ,
ولا يتكلمون في المشكلات الاجتماعية الا بقدر ما تقضي بة الضرورة
ومبلغ همهم طلب الاخرة مع الاحتفاظ بنصيبهم من الحياة الدنيا .
هذة الجماعة تقوم بامرين أساسين :
الأول :
تبليغ من لم تبلغة الدعوة الإسلامية , وهدايتهم إلى الإسلام بالحجة البالغة والسماحة التي اكتسبوها من سيرة الصحابة ومُرنوا عليها بكثرة المجاهدة والذكر .
الثاني :
دعوة العاصين من المسلمين إلى الصلاة اولا بوصفها عماد الدين , ولانها تنهى عن الفحشاء والمنكر , فاذا ما صلوا خشعت قلوبهم ولانت جلودهم لذكر الله عز وجل وانكسرت شهواتهم وضعف ميولهم إلى المعاصي فكفوا عنها بسهولة ويسر ,.
ولهذا الجماعة اصول
تعارفوا عليها وتوافقوا على تطبيقها في مجال الدعوة في الحضر والسفر ولم يكتبوها في كتب ولكنهم تواصوا بها فيما بينهم تحت كل اصل اداب وفضائل
ولقد عرفتهم عن قرب وخرجت معهم ,
قبل ان اصبح ملحد
فما رايت منهم ما يخالف كتابا ولا سنة بل تعلمت ما لم اكن اجدة الا عندهم ,
فهم قوم يكثرون من قراءة القران الكريم والذكر المشروع ويقيمون الصلاة في المساجد ولا تكاد تجد رجلا منهم يتخلف عن صلاة الجماعة ,
لا يخوضون في اعراض الناس ولا يتكلمون الا بخير ,
ويبتعدون كل البعد عن الخوض في الخلافات المذهبية حتى تبقى قلوبهم مؤتلفة على طاعة الله ورسولة
, وهم اغنياء بالله لا يسالون الناس شيئا , ولا يتخذون على دعوتهم اجرا ولا ينزلون ضيوفا على أحد ,
و دخلت منازلهم فوجدت فيها جميع المرافق .
بيوتهم المساجد ولا يعتمد بعضهم على بعض في النفقات بل كل واحد منهم ينفق على نفسة من ماله الخاص في السفر والحضر , فلا تكاد تجد واحدا منهم يعيش عالة على غيرة .
ليس لهم امير دائم فكلهم أمراء اذا خرجوا في سبيل الله أمروا عليهم احدهم , يعضهم خدم لبعض , لا يحب واحد منهم ان يتميز عليهم في شيء , فترى أكبرهم سناً وأكثرهم علما واوفرهم مالا واعلاهم منصبا , يطهو الطعام ويعدة لاخوانة في تواضع جم وسماحة نفس وسلامة طبع وحسن خلق .
وقد رايتهم يحبون العلماء ويجلَونهم , ومن ادابهم للعلماء خفض الصوت في مجالسهم , وحسن الانصات اليهم والتفاني في خدمتهم والتغاضي عن هفواتهم وزلاتهم , وطلب الدعاء منهم وما رايت قوما اطوع إلى العلماء العاملين منهم .
وهؤلاء الكرام البررة لا يأمرون الناس بالبر وينسون اهليهم وذوي رحمهم , بل يجعلون لهم النصيب الأكبر من اوقاتهم في تربيتهم على الفضائل وتنشئتهم على حب العمل الصالح , ويعدونهم اعدادا صحيحا لتحمل اعباء الدعوة إلى الله , فتراهم يصحبون معهم ابنائهم إلى المسجد لأقامة الصلاة والجلوس في حلقات العلم ,
ومنهم من يرسل بعض ابنائة إلى الهند وباكستان ليتشرب هناك مع رجال الدعوة والتبليغ اصول العمل
ومن اصول هذة الجماعة التي اعتمدت عليها كمنهج تسير علية , فان سالت عنها فاسأل خبيرا بها وانك لو التقيت بهم واسعدك الحظ المقدر ل كان تجلس معهم وأن تتقرب إلى المتعلمين منهم والقدامى من رجالهم , فانك ستتعرف على هذة الاصول من خلال اقوالهم وافعالهم وحركاتهم وسكناتهم من غير عناء في البحث عنها هنا وهناك .
عوض الاركان الخمسة عندهم الاوصاف الستة ..
1 - صدق اليقين , ومن ثمراتة الاعتماد على الله وحدة و والثقة الكاملة بفضلة وحسن التوكل علية مع الاخذ بالاسباب المشروعة في تحصيل الارزاق وقضاء الحاجات .
2 – حسن الاقتداء بالنبي صلى الله علية وسلم في شانة كلة بقدر الطاقة باستثناء ما يخصة وحدة دون سائر امتة صلى الله علية وسلم .
3 – اقامة الصلاة في المساجد بخشوع وخضوع وتمسكن وتواضع , فان اصحاب النبي صلى الله علية وسلم كانوا يهتمون كثيرا باقامة الصلاة في جماعة ولا يكاد يتخلف عنها واحد منهم عن الجماعة الا لعذر قاهر لقول الله تعالى :" واركعوا مع الراكعين " .
4 – طلب العلم الموصل إلى الله تعالى , وبذلة لمن يطلبة فاناس هلكى الا عالم ومتعلم .
5 – اكرام المسلمين جميعا وبذل ما يحتاجون الية بسخاء وطيب نفس من غير ان يحملوهم على السؤال ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا , مع التعفف والزهد عما في ايديهم أو في ايدي غيرهم من الناس , ويدخل في اكرام المسلمين أيضا المافظة على اعراضهم واموالهم والكف عن النظر في عوراتهم وتتبع مساوئهم بقصد احراجهم أو الشماتة فيهم .
6 – تصحيح النية ومعناه مراقبة النفس ومحاسبتها اولا باول وتعديل مسارها في الحياة , وردها إلى الله تبارك وتعالى كلما غفلت عن ذكرة وشكرة وحسن عبادتة حتى يصل بها إلى الامن المنشود الذي نبأنا الله عنة في سورة الانعام :"الذين أمنو ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون " , أي اولئك لهم الامن من عذاب الله في الدنيا والاخرة , والسعادة كل السعادة في نعمة الامن , والأمن يتبع الايمان بل هو منبعه ومصبه .
7 – الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واصلاح ذات البين بالحكمة والموعظة الحسنة .
8 - الخروج في سبيل الله لنشر الدعوة وقد اشترطوا لهذا الخروج اربعة اشياء : الخروج بالنفس , المال الحلال , الوقت الحلال , وبالافتقار إلى الله عز وجل .
وفي أثناء الخروج يقيمون اربعة اشياء :
وهي الدعوة إلى الله , والتعليم والتعلم , والعبادة والذكر , وخدمة المسلمين واكرامهم .
ويلتزمون باربعة اشياء:
طاعة الامير , والعمل الجماعة , واداب المسجد , والصبر والتحمل . ويمتنعون عن اربعة اشياء : الاشراف , والاسراف , وسؤال غير الله , وعدم استعمال حاجة الغير الا باذنة. ( والاشراف هو : تمني ما عند الغير ) .
ويقللون من اربعة اشياء :
الطعام , المنام , والكلام في غير ذكر الله عز وجل ,ووقت قضاء الحاجات .
هذة هي جماعة الدعوة والتبليغ ,
وهذة هي أهم الاصول التي اعتمدوا عليها في نشر دين الله وحمايتة ونصرتة وتطبيق احكامة وأدابة . فقد كان لهم ائمة حملوا راية التوحيد في شتى بقاع الأرض ولم يدخروا وسعا في تبليغ الدعوة ونشر مبادئ الإسلام .
ان جماعة الدعوة والتبليغ يخاطبون العقل والوجدان ويهتمون كثيرا باصلاح النفوس وتقويمها وبنشر الاخلاق الحسنة بين الناس وهم كما نعلم قد وضعوا نصب اعينهم قولة جل شأنة :" وتعاونوا على البر والتقوى " فهم متعاونون على ارساء دعائم الإسلام في اركان الأرض بقدر طاقتهم البشرية , فأورثهم هذا التعاون حبا لا يستطيع اللسان ان يعبر عنة , فانهم قد شريوا هذا الحب حتى تمكن من افئدتهم فكان كل واحد منهم اقرب إلى اخية المسلم من شقيقة .
انها اخوة بنيت على التوحيد الخالص والحب المتبادل الذي يخلو تماما من الاغراض الشخصية ويبتعد بهم هذا الحب عن كل ما يكرهه الاخ من اخية أو الصديق من صديقة , فكل واحد منهم يحرص كل الحرص على شعور أخية ويتمنى من اعماق قلبة ان يكون في خدمتة بقدر جهدة , وهذة الاخوة هي التي يشهد بها القران ويدعو اليها في كثير من أياتة , فهم من الذين قال الله فيهم :" انما المؤمنون اخوة .
تاريخيا اسس هذه الجماعة محمد الياس و قد بايع سنة 1315هـ الإمام الرباني -بزعمهم- رشيد أحمد الكنكوهي وكان يحبه ويكرمه غاية الإكرام حتى إنه كان يقوم أحيانا في الليل ويذهب إليه ليرى وجهه وجدد البيعة على يد خليل أحمد السهارنفوري بعد وفاة الكنكوهي وحصوله على الخلافة، واستفاض من عبد الرحم الرايء فوري وحكيم الأمة -عندهم- أشرف علي التهانوي فيوضًا كثيرة.
العناية الغيبية بتربية محمد إلياس
قال منظور النعماني:
"العلاقة الخاصة مع الله يتمتع بها كثير من العباد، أما العلاقة الأخص من الخاصة فلا يفوز بها أحد إلا نادراً، وأظن أن الشيخ محمد إلياس كان ممن يتمتع بها [ملفوظات الشيخ محمد إلياس ص6]. وكان قد فاز بها منذ صغره قال ميانجي محمد عيسى: "فجاشت رحمة الله فتفضل على الناس واختارت الشيخ محمد إلياس -نور الله مرقده- واهتم بتربيته اهتماما غيبياً. [تبليغ كا مقامي كام (العمل التبليغ المحلي) ص37].
قال السيد محمد الثاني: "ويعامل الله محمد إلياس معاملة خاصة حيث أن كل شيخ ومرب طرأ عليه الموت يودع الشيخ خلفاءه ومسترشدوه وهؤلاء يرفعون إلى الشيخ محمد زكريا من إشارة غيبية أو لكون ثقة شيخه ومربيه على الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي،
0 التعليقات:
إرسال تعليق