L'islam Tunisien les croyances kairouanaises
>> الخميس، 10 سبتمبر 2009
متن "العقيدة القيروانية"
لابن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير رحمه الله تعالى
قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله :
" باب ما تنطق به الألسنة و تعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات :
من ذلك الإيمان بالقلب ، و النطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره ، و لا شبيه له ، و لا نظير له ، و لا ولد له ، و لا والد له ، و لا صاحبة له ، و لا شريك له ، ليس لأوليته ابتداء ، و لا لآخريته انقضاء ، و لا يبلغ كنه صفته الواصفون ، و لا يحيط بأمره المتفكرون ، يعتبر المتفكرون بآياته ، و لا يتفكرون في ماهية ذاته ، و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض ، و لا يؤوده حفظهما ، و هو العلي العظيم ، العالم الخبير ، المدبر القدير ، السميع البصير ، العلي الكبير ، و أنه فوق عرشه المجيد بذاته ، و هو بكل مكان بعلمه ، خلق الإنسان و يعلم ما توسوس به نفسه ، و هو أقرب إليه من حبل الوريد ، و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين ، على العرش استوى ، و على الملك احتوى ، و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ، لم يزل بجميع صفاته و أسمائه تعالى من أن تكون صفاته مخلوقة و أسماؤه محدثة ، كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته ، لا خلق من خلقه ، و تجلى للجبل فصار دكا من جلاله ، و أن القرآن كلام الله ، ليس بمخلوق فيبيد ، و لا صفة لمخلوق فينفد .
و الإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه و مره ، كل ذلك قد قدره الله ربنا و مقادير الأمور بيده ، و مصدرها عن قضائه ن علم كل شيء قبل كونه ، فجرى على قدره ، لا يكون من عباده قول و لا عمل إلا و قد قضاه و سبق علمه به ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ، يضل من يشاء فيخذله بعدله ، و يهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه ، و قدره من شقي أو سعيد ، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد ، أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقا لكل شيء ، ألا هو رب العباد ، و رب أعمالهم ، و المقدر لحركاتهم و آجالهم ، الباعث الرسلَ إليهم لإقامة الحجة عليهم ، ثم ختم الرسالة و النذارة و النبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه و سلم ، فجعله آخر المرسلين ، بشيرا و نذيرا ، و داعيا إلى الله و سراجا منيرا ، و انزل عليه كتابه الحكيم ، و شرع بدينه المستقيم ، و هدى به الصراط المستقيم ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من يموت ، كما بدأهم يعودون ، و أن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ، و صفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ، و غفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر ، و جعل من لم يتب من الكبائر صائرا على مشيئته ، إن الله لا يغفر أن يشرك به و لكن يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن عاقبه الله بناره أخرجه منها بإيمانه ، فأدخله في جنته ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و يخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه و سلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته و أن الله سبحانه قد خلق الجنة و أعدها دار خلود لأوليائه ، و أكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم ، و هي التي هبط منها آدم نبيه و خليفته في أرضه بما سبق في سابق علمه ، خلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به و ألحد في آياته ، وكتبه ، و رسله ، و جعلهم محجوبين عن رؤيته ، و أن الله تبارك و تعالى يجيء يوم القيامة و الملك صفا صَفا لعرض الأمم و حسابهم ، و توضع الموازين لوزن أعمال العباد ، فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ، و يؤتون صحائفهم بأعمالهم ، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ، و من أوتي كتابه وراء ظهره فأولائك يصلون سعيرا ، و أن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم ، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم ، و قوم أوبقتهم فيها أعمالهم ،و الإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ترده أمته ، لا يظمأ من شرب منه ، و يذاذ عنه من بدل و غير ، و أن الإيمان قول باللسان ، و إخلاص بالقلب ، و عمل بالجوارح ، و يزيد بزيادة الأعمال ، و ينقص بنقصانها ، فيكون بها النقص و بها الزيادة ، و لا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل ، و لا قول و لا عمل إلا بنية ، و لا قول و لا عمل و لا نية إلا بموافقة السنة ، و أنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة ، و أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، و أرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون ، و أرواح أهل الشقاوة معذبة إلى يوم الدين ، و أن المؤمنين يفتنون في قبورهم و يسألون ، يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ، و أن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم ، و لا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم ، و ان ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه.
و أن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و آمنوا به ، ثم الذين يلونهم ، و أفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ، وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و أنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج ، و يظن بهم أحسن المذاهب ، و الطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم و علمائهم ، و اتباع السلف الصالح ، و اقتفاء آثارهم ، و الاستغفار لهم ،و ترك المراء و الجدال في الدين ، و ترك كل ما أحدثه المحدثون ، و صلى الله على سيدنا محمد نبيه و على آله و أزواجه و ذريته و سلم تسليما كثيرا" ا.هـ
رحم الله إمامنا إمام أهل السنة بحق أبا محمد عبد الله القيرواني ، و أسكنه فسيح جنانه
لابن أبي زيد القيرواني الملقب بمالك الصغير رحمه الله تعالى
قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله :
" باب ما تنطق به الألسنة و تعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات :
من ذلك الإيمان بالقلب ، و النطق باللسان بأن الله إله واحد لا إله غيره ، و لا شبيه له ، و لا نظير له ، و لا ولد له ، و لا والد له ، و لا صاحبة له ، و لا شريك له ، ليس لأوليته ابتداء ، و لا لآخريته انقضاء ، و لا يبلغ كنه صفته الواصفون ، و لا يحيط بأمره المتفكرون ، يعتبر المتفكرون بآياته ، و لا يتفكرون في ماهية ذاته ، و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات و الأرض ، و لا يؤوده حفظهما ، و هو العلي العظيم ، العالم الخبير ، المدبر القدير ، السميع البصير ، العلي الكبير ، و أنه فوق عرشه المجيد بذاته ، و هو بكل مكان بعلمه ، خلق الإنسان و يعلم ما توسوس به نفسه ، و هو أقرب إليه من حبل الوريد ، و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين ، على العرش استوى ، و على الملك احتوى ، و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى ، لم يزل بجميع صفاته و أسمائه تعالى من أن تكون صفاته مخلوقة و أسماؤه محدثة ، كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته ، لا خلق من خلقه ، و تجلى للجبل فصار دكا من جلاله ، و أن القرآن كلام الله ، ليس بمخلوق فيبيد ، و لا صفة لمخلوق فينفد .
و الإيمان بالقدر خيره وشره ، حلوه و مره ، كل ذلك قد قدره الله ربنا و مقادير الأمور بيده ، و مصدرها عن قضائه ن علم كل شيء قبل كونه ، فجرى على قدره ، لا يكون من عباده قول و لا عمل إلا و قد قضاه و سبق علمه به ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير ، يضل من يشاء فيخذله بعدله ، و يهدي من يشاء فيوفقه بفضله ، فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه ، و قدره من شقي أو سعيد ، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد ، أو يكون لأحد عنه غنى ، خالقا لكل شيء ، ألا هو رب العباد ، و رب أعمالهم ، و المقدر لحركاتهم و آجالهم ، الباعث الرسلَ إليهم لإقامة الحجة عليهم ، ثم ختم الرسالة و النذارة و النبوة بمحمد نبيه صلى الله عليه و سلم ، فجعله آخر المرسلين ، بشيرا و نذيرا ، و داعيا إلى الله و سراجا منيرا ، و انزل عليه كتابه الحكيم ، و شرع بدينه المستقيم ، و هدى به الصراط المستقيم ، و أن الساعة آتية لا ريب فيها ، و أن الله يبعث من يموت ، كما بدأهم يعودون ، و أن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ، و صفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ، و غفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر ، و جعل من لم يتب من الكبائر صائرا على مشيئته ، إن الله لا يغفر أن يشرك به و لكن يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، ومن عاقبه الله بناره أخرجه منها بإيمانه ، فأدخله في جنته ، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، و يخرج منها بشفاعة النبي صلى الله عليه و سلم من شفع له من أهل الكبائر من أمته و أن الله سبحانه قد خلق الجنة و أعدها دار خلود لأوليائه ، و أكرمهم فيها بالنظر إلى وجهه الكريم ، و هي التي هبط منها آدم نبيه و خليفته في أرضه بما سبق في سابق علمه ، خلق النار فأعدها دار خلود لمن كفر به و ألحد في آياته ، وكتبه ، و رسله ، و جعلهم محجوبين عن رؤيته ، و أن الله تبارك و تعالى يجيء يوم القيامة و الملك صفا صَفا لعرض الأمم و حسابهم ، و توضع الموازين لوزن أعمال العباد ، فمن ثقلت موازينه فأولائك هم المفلحون ، و يؤتون صحائفهم بأعمالهم ، فمن أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ، و من أوتي كتابه وراء ظهره فأولائك يصلون سعيرا ، و أن الصراط حق يجوزه العباد بقدر أعمالهم ، فناجون متفاوتون في سرعة النجاة عليه من نار جهنم ، و قوم أوبقتهم فيها أعمالهم ،و الإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ترده أمته ، لا يظمأ من شرب منه ، و يذاذ عنه من بدل و غير ، و أن الإيمان قول باللسان ، و إخلاص بالقلب ، و عمل بالجوارح ، و يزيد بزيادة الأعمال ، و ينقص بنقصانها ، فيكون بها النقص و بها الزيادة ، و لا يكمل قول الإيمان إلا بالعمل ، و لا قول و لا عمل إلا بنية ، و لا قول و لا عمل و لا نية إلا بموافقة السنة ، و أنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة ، و أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، و أرواح أهل السعادة باقية ناعمة إلى يوم يبعثون ، و أرواح أهل الشقاوة معذبة إلى يوم الدين ، و أن المؤمنين يفتنون في قبورهم و يسألون ، يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ، و أن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم ، و لا يسقط شيء من ذلك عن علم ربهم ، و ان ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه.
و أن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و آمنوا به ، ثم الذين يلونهم ، و أفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ، وأن لا يذكر أحد من صحابة الرسول إلا بأحسن ذكر ، و الإمساك عما شجر بينهم ، و أنهم أحق الناس أن يلتمس لهم المخارج ، و يظن بهم أحسن المذاهب ، و الطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم و علمائهم ، و اتباع السلف الصالح ، و اقتفاء آثارهم ، و الاستغفار لهم ،و ترك المراء و الجدال في الدين ، و ترك كل ما أحدثه المحدثون ، و صلى الله على سيدنا محمد نبيه و على آله و أزواجه و ذريته و سلم تسليما كثيرا" ا.هـ
رحم الله إمامنا إمام أهل السنة بحق أبا محمد عبد الله القيرواني ، و أسكنه فسيح جنانه
0 التعليقات:
إرسال تعليق