عن الأحذية والصحافة والمقاومة
>> الاثنين، 15 ديسمبر 2008
بقلم: مصطفى الفيتوري
تصل بنا درجة الامتعاض من احدهم الى رميه بفردة حذاء، ليس لأننا نريد قتله، ولكن لنعبر له عن اشمئزازنا منه ورغبتنا في ألحاق الأذى النفسي به بدل ألحاق الأذى الجسدي.
لا ادري أن كان علينا الآن أن نخاطب باسمك أم باٍسم آخر من قبيل: جورج دبليو شوز. ولكن مهما كان يا سيادة الرئيس للأحذية مهام مختلفة في حياتنا وثقافتنا نحن العرب؛ فحذاء السلطان مثلا هو أحد فردتي حذاء العريس يرميه أحد مرافقيه ليلتقطه الشباب ويجرون به تم يعودوا الى حيث العريس ومن تلقى الفردة يعني قرب زواجه أي انه بٌشرى سارة! والأحذية نلبسها مثلك أنت تماما وفي احيانا تصل بنا درجة الامتعاض من احدهم الى رميه بفردة حذاء ليس لأننا نريد قتله ولكن لنعبر له عن اشمئزازنا منه ورغبتنا في ألحاق الأذى النفسي به بدل ألحاق الأذى الجسدي واذا ما حدث أن رمينا الفرديتين فهذا يعني أننا وصلنا درجة من البغض والامتعاض لمتلقي الفردتين تفوق التصور!
ما حدث لك في بغداد ليس الا تعبيرا بسيطا عن درجة حب ملايين العرب والمسلمين لشخصكم الكريم في الحقيقة والا لما فعل أبن البغدادية ما فعل بك وبحذائه! وكثير ما نرمي حذاء على أحدهم ويشغلنا الحذاء أكثر من متلقي الرمية كونه ثمين وجيد الصنعة وانا الآن يشغلني حذاء أبن البغدادية. فالحالة عسيرة في بغداد ولابد انه أنفق على شرائه الكثير كونه يستعد لملاقاتك بأسئلته وحذائه الجديد أيضا! أما منتظر الزيدي فمكانه في سجل التاريخ ولا اخشى عليه أبدا فالبغداديات أنجبن وسينجبن العشرات والملايين من أمثاله وقدرهم أن يجاهدوا ولو بالأحذية طالما العراق محتل وهو أضعف الإيمان! وأهم ما دفعني للإعتقاد بأن الحذاء ثمين هو أنه وحالما أنطلق أتجه اليك مباشرة يعني أنه ثقيل الوزن يحافظ على مساره بعد انطلاقه عكس الأحذية الخفيفة التي لا تسير في اتجاه مستقيم بعد رميها ولذلك يصعب تفاديها لأنه يصعب تحديد مسارها.
وفي حديث الأحذية أيضا أرى أنك محظوظ سيادة الرئيس كونك تلقيت حذاء حديثا الا أنني حائرا ماذا كان سيكون حالك لو ان (بلغة) او "امداس ملغة" أو (شبشب صبع) كان هو السلاح بدل الحذاء (الكندرة) الجديد ذلك أن هذا يسهل تفاديه أما الأخريات فيصعب تفاديها وحينها كنا سنرى (سير الشبشب) وقد علق في أنفك أو (رجل البغلة) وقد اشتبكت بأحد أزرار بذلتك الأنيقة! وددت الحقيقة أن يكون نصيب رفيقك في المؤتمر الصحفي فردة ثالثة تعميما للفائدة وإبرازا للاحتفاء بك كضيف في بغداد الرجال والتاريخ والأحذية الأصيلة!
لا ادري أية ثقافة لكم أنتم (الأبشاش) حول الأحذية ومعانيها ومخازيها أن تم رميها او حذفها ولكنني أتصور ان لكم في الأمر قولا ما وان أختلف عنا ولكن يحضرني أننا نحن المسلمون نترك أحذيتنا خارجا عندما ندخل المكان وتفاديا لأية أحذية طائرة أخرى خاصة من المقاسات الكبيرة أقترح عليك أن تعرض على الكونغرس وبأقصى سرعة تمرير قانون يمنع الصحفيين من انتعال اية أحذية عندما يحضرون المؤتمرات الصحفية خاصة في البيت الأبيض وبذلك يكون مكانك في التاريخ محفوظ كونك صاحب قانون الأحذية بعد كذبة تدمير العراق! وأقترح عليك أن يتضمن القانون مواد تعرًف الأحذية خاصة تلك التي بخيط والتي بدون خيط لأنها سهلت الخلع حرصا منك على زيادة ثقافتك في الموضوع واستباقا لأية تطورات قد تشهدها صناعة الأحذية في المستقبل المنظور!
وعودة الى مقولة أضعف الإيمان فنحن نتمسك بذاك القول وهو "... أضعف الإيمان" في كل شيء أي أن يقوم الإنسان بفعل ما يستطيع تجاه وضع قد لا يستطيع حياله الكثير فنقول ان ذلك أضعف الإيمان وعلى اعتبار أن المحترم منتظر الزيدي عراقي والعراق تحتله جيوشك وعلى اعتبار انه كاتب فأضعف صور الجهاد لتحرير بلده، بعد قلمه، هو حذائه خاصة أنه من مقاس كبير على ما يبدو وأنني أود ان أشيد بالفكرة من جانب آخر وهو عبر نافدة عزة الأحذية وتحديها في ظل صمت البنادق وحتى الحناجر العربية ومع أن جزء كبير من زملائك العرب يستحقون بعض من (الشباشب) وكثيرا من (الكنادر) الا ان المحترم أبن البغدادية نبههم للأمر فأتوقع أن يتم صياغة فكرة القانون في البرلمانات العربية قبل الكونغرس وبهذا تخسر أنت كسب السبق طبعا!
ولكنني لا أنسى أن أهنئك على مهارتك في تفادي الحذاء مما يدل على براعة فريدة استغرقت الكثير من التمرين والتدريب مما يشير الى علاقة ليست جديدة بينك وبين هذا النوع من المناوشات أكسبتك مهارة تٌحسد عليها!
انت الآن سيادة الرئيس في طريقك الى خارج البيت الأبيض فكان الأجدر بك أن تنتعل حذائك وتذهب ليس الى بغداد ولكن إلى تكساس حيث مزرعتك وهناك سيكون لديك المزيد من وقت الفراغ لتمضيه في تدبر أمر الأحذية ومزاياها وعيوبها!
مصطفى الفيتوري - رئيس قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في أكاديمية الدراسات العليا، طرابلس، الجماهيرية الليبية
ميدل ايست اونلاين
تصل بنا درجة الامتعاض من احدهم الى رميه بفردة حذاء، ليس لأننا نريد قتله، ولكن لنعبر له عن اشمئزازنا منه ورغبتنا في ألحاق الأذى النفسي به بدل ألحاق الأذى الجسدي.
لا ادري أن كان علينا الآن أن نخاطب باسمك أم باٍسم آخر من قبيل: جورج دبليو شوز. ولكن مهما كان يا سيادة الرئيس للأحذية مهام مختلفة في حياتنا وثقافتنا نحن العرب؛ فحذاء السلطان مثلا هو أحد فردتي حذاء العريس يرميه أحد مرافقيه ليلتقطه الشباب ويجرون به تم يعودوا الى حيث العريس ومن تلقى الفردة يعني قرب زواجه أي انه بٌشرى سارة! والأحذية نلبسها مثلك أنت تماما وفي احيانا تصل بنا درجة الامتعاض من احدهم الى رميه بفردة حذاء ليس لأننا نريد قتله ولكن لنعبر له عن اشمئزازنا منه ورغبتنا في ألحاق الأذى النفسي به بدل ألحاق الأذى الجسدي واذا ما حدث أن رمينا الفرديتين فهذا يعني أننا وصلنا درجة من البغض والامتعاض لمتلقي الفردتين تفوق التصور!
ما حدث لك في بغداد ليس الا تعبيرا بسيطا عن درجة حب ملايين العرب والمسلمين لشخصكم الكريم في الحقيقة والا لما فعل أبن البغدادية ما فعل بك وبحذائه! وكثير ما نرمي حذاء على أحدهم ويشغلنا الحذاء أكثر من متلقي الرمية كونه ثمين وجيد الصنعة وانا الآن يشغلني حذاء أبن البغدادية. فالحالة عسيرة في بغداد ولابد انه أنفق على شرائه الكثير كونه يستعد لملاقاتك بأسئلته وحذائه الجديد أيضا! أما منتظر الزيدي فمكانه في سجل التاريخ ولا اخشى عليه أبدا فالبغداديات أنجبن وسينجبن العشرات والملايين من أمثاله وقدرهم أن يجاهدوا ولو بالأحذية طالما العراق محتل وهو أضعف الإيمان! وأهم ما دفعني للإعتقاد بأن الحذاء ثمين هو أنه وحالما أنطلق أتجه اليك مباشرة يعني أنه ثقيل الوزن يحافظ على مساره بعد انطلاقه عكس الأحذية الخفيفة التي لا تسير في اتجاه مستقيم بعد رميها ولذلك يصعب تفاديها لأنه يصعب تحديد مسارها.
وفي حديث الأحذية أيضا أرى أنك محظوظ سيادة الرئيس كونك تلقيت حذاء حديثا الا أنني حائرا ماذا كان سيكون حالك لو ان (بلغة) او "امداس ملغة" أو (شبشب صبع) كان هو السلاح بدل الحذاء (الكندرة) الجديد ذلك أن هذا يسهل تفاديه أما الأخريات فيصعب تفاديها وحينها كنا سنرى (سير الشبشب) وقد علق في أنفك أو (رجل البغلة) وقد اشتبكت بأحد أزرار بذلتك الأنيقة! وددت الحقيقة أن يكون نصيب رفيقك في المؤتمر الصحفي فردة ثالثة تعميما للفائدة وإبرازا للاحتفاء بك كضيف في بغداد الرجال والتاريخ والأحذية الأصيلة!
لا ادري أية ثقافة لكم أنتم (الأبشاش) حول الأحذية ومعانيها ومخازيها أن تم رميها او حذفها ولكنني أتصور ان لكم في الأمر قولا ما وان أختلف عنا ولكن يحضرني أننا نحن المسلمون نترك أحذيتنا خارجا عندما ندخل المكان وتفاديا لأية أحذية طائرة أخرى خاصة من المقاسات الكبيرة أقترح عليك أن تعرض على الكونغرس وبأقصى سرعة تمرير قانون يمنع الصحفيين من انتعال اية أحذية عندما يحضرون المؤتمرات الصحفية خاصة في البيت الأبيض وبذلك يكون مكانك في التاريخ محفوظ كونك صاحب قانون الأحذية بعد كذبة تدمير العراق! وأقترح عليك أن يتضمن القانون مواد تعرًف الأحذية خاصة تلك التي بخيط والتي بدون خيط لأنها سهلت الخلع حرصا منك على زيادة ثقافتك في الموضوع واستباقا لأية تطورات قد تشهدها صناعة الأحذية في المستقبل المنظور!
وعودة الى مقولة أضعف الإيمان فنحن نتمسك بذاك القول وهو "... أضعف الإيمان" في كل شيء أي أن يقوم الإنسان بفعل ما يستطيع تجاه وضع قد لا يستطيع حياله الكثير فنقول ان ذلك أضعف الإيمان وعلى اعتبار أن المحترم منتظر الزيدي عراقي والعراق تحتله جيوشك وعلى اعتبار انه كاتب فأضعف صور الجهاد لتحرير بلده، بعد قلمه، هو حذائه خاصة أنه من مقاس كبير على ما يبدو وأنني أود ان أشيد بالفكرة من جانب آخر وهو عبر نافدة عزة الأحذية وتحديها في ظل صمت البنادق وحتى الحناجر العربية ومع أن جزء كبير من زملائك العرب يستحقون بعض من (الشباشب) وكثيرا من (الكنادر) الا ان المحترم أبن البغدادية نبههم للأمر فأتوقع أن يتم صياغة فكرة القانون في البرلمانات العربية قبل الكونغرس وبهذا تخسر أنت كسب السبق طبعا!
ولكنني لا أنسى أن أهنئك على مهارتك في تفادي الحذاء مما يدل على براعة فريدة استغرقت الكثير من التمرين والتدريب مما يشير الى علاقة ليست جديدة بينك وبين هذا النوع من المناوشات أكسبتك مهارة تٌحسد عليها!
انت الآن سيادة الرئيس في طريقك الى خارج البيت الأبيض فكان الأجدر بك أن تنتعل حذائك وتذهب ليس الى بغداد ولكن إلى تكساس حيث مزرعتك وهناك سيكون لديك المزيد من وقت الفراغ لتمضيه في تدبر أمر الأحذية ومزاياها وعيوبها!
مصطفى الفيتوري - رئيس قسم إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية في أكاديمية الدراسات العليا، طرابلس، الجماهيرية الليبية
ميدل ايست اونلاين
0 التعليقات:
إرسال تعليق