.قال الملحدون لأبي حنيفة
>> السبت، 12 جويلية 2008
تاملوا اعزائي براعة الدينيين في قول نصف الحقيقه وهو لعمري طريقه خبيثه لاقناع البسطاء ببطلان دعوى الملحدين
قال الملحدون لأبي حنيفة : "في أي سنة وجد ربك ؟ قال : (الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده قالوا : نريد منك إعطاءنا أمثلة من الواقع. قال لهم : ماذا قبل الأربعة ؟ قالوا : ثلاثة. قال لهم :ماذا قبل الثلاثة ؟ قالوا : إثنان. قال لهم : ماذا قبل الإثنين ؟ قالوا : واحد. قال لهم : وما قبل الواحد ؟ قالوا : لا شئ قبله. قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي لا شئ قبله فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله ! إنه قديم لا أول لوجوده
هنا يجب ادخال موسيقى تصويريه عن الصياح و التكبير في مسجد لكي يتوقف العقل عن العمل و تحليل المعطيات في منتصف الطريو و بذلك يصدق بسرعه ما يقال معجبا ب ذكاء ابي حنيفه
. قالوا : في أي جهة يتجه ربك ؟ قال : لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟ قالوا : في كل مكان. قال : إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض. قالوا : عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟ فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟ قالوا : جلسنا. قال: هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟ قالوا : لا. قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟ قالوا : نعم. قال : ما الذي غيره ؟ قالوا : خروج روحه. قال : أخرجت روحه ؟ قالوا :نعم. قال : صفوا لي هذه الروح، هل هي صلبة كالحديد ؟ أم سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟ قالوا : لا نعرف شيئا عنها. قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات العلية"
مراجعه بسيطه لهذا النص، تكشف ان
1/استخدام كلمة - من الواقع- في نص قديم امر يثير الريبه فهذه الكلمة حديثة عهد لم تظهر الا في القرن العشرين و لم ترد او تستخدم قط في كلام و اشعار العرب القديمه أو مؤلفاتهم
2/ يسأل ابو حنيفه هؤلاء الملحدين ليفحمهم: ماذا قبل كل رقم حتى يصل اخينا الي ماقبل الواحد فقالوا لاشيء قبله؟؟! لو كان هؤلاء الملحدون قد اكملوا على الاقل الصف اول اعدادي لأفحموه هم بأجابة : ان قبل الواحد الصفر..ثم ناقص واحد..ثم ناقص اثنين..فناقص ثلاثه ..وهكذا حتى ناقص مليون ..بليون ترليون، زليون الي الانفينيتي او المالانهايه..من قال انه لا يوجد شيء قبل الواحد؟
3/يسأل الملحدون عن ذات الرب فيقولون هل هي صلبة كالحديد سائلة كالماء ام غازية ؟ هذا من العلوم الحديثه و لم يصنف العرب حالات الماده بهذه الصفات حتى في مؤلفاتهم العلميه القديمه و كلمة غازيه كلمه دخلت اللغه العربيه من اللغات الاوروبيه الحديثه..كلمة النور الصناعي مثل القمر الصناعي كذلك كلمات محدثه جديده على اللغه لم يكن ليسمع بها ابي حنيفه
4/يسألهم عما غيّر الانسان بعد موته فيقولون خروج روحه...برييييك. اي نوع من الملحدين هؤلاء ، اللذين يؤمنون بوجود الروح؟ أن ردي لصاحب الايميل هو ان هذا النص الفه شخص مؤمن يتخيل ويحلم بينه و بين نفسه بانه سيقنع الملحدين ، ولكنه هنا يستصغر قوة حجتهم و تفوق منطقهم ،و في الغالب عن جهل منه . فمعظم الملحدين يحتفظون بأراءهم و لا يعلنونها للملأ خوفا على حياتهم او مراكزهم الاجتماعيه و العمليه..فهم في الواقع (-: أقلية مضهده ، ولكنهم لم يتوصلوا الي قناعاتهم جزافا، لا بل لديهم من المنطق و الحجه ما لا يستوعبه مؤلف هذا النص، حكما بما كتب. ولو كانوا - اي الملحدين -في مجتمع حر مفتوح يحمي الفكر، لمسحوا فيه الارض، و لتحول مؤلف هذا النص الي مسخرة بلاد الرمال من فرط سذاجة جدله ومنطقه ، أن الاستهانه بالعقول امر تعود عليه اصحاب الايمانيات الغيبيه..لأنه لا يوجد من يقف بوجههم في بلاد الرمال ، طالما كان القانون يحمي رأيهم و يعاقب اصحاب الرأي الاخر بقسوة و وحشيه..فدعهم يسرفوا في كتابة مثل هذا الكلام و ليصدقوه هم و ليقتنعوا به و ليضلوا به انفسهم...ليصدق فيهم قوله تعالى : وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون
Conclusion
فما المانع ان نتشكك بها و ما الخطأ في ذلك ؟ فالشك موجود مهما اردنا ان نخفيه..العقيده تأتي من كلمة اعتقاد ..ومقابل كل اعتقاد..يجب ان يوجد هناك شك و الا فلا يمكن ان نسميه اعتقادا..هذه هي الطبيعه..الشك اعزائي ماهو الا مجرد..تفكير
تمارس الاديان العقائديه و على رأسها الاسلام الهيمنه على العقل او اخضاعه...حتى لا يقوم بالتشكيك في المعتقدات و لأن هذه المعتقدات و العقائد ضعيفة جدا في وجه الشك.ابتكرت الاديان أساليب تسلطيه على العقل لأرهابه و منعه من حقه الطبيعي في التشكك فيها .. مثلا فكرة الشيطان.. ووسوسته في صدورنا ..فكل ما طرأ شك في امر من مسائل العقيده..نتعوذ من الشيطان و كأن هذا الشك ادخله الشيطان من الخارج الي دماغنا .. ..فنطرده بالتعوذ ولعن الشك و الشيطان و هذه- ولكن هذا الشك ولدّه عقلك الصاحي..لحمايتك من الخداع و من الاستغفال
لأن هذه العقائد ضعيفة كما ذكرت ، ضعيفة بحجتها الاقناعيه فهي تتخفي وراء لغة منقرضة تثير الضحك ، تعتمد استعمال السجع الموزون لصف الكلمات الدينيه..والسجع كما نعلم كان اسلوب الكهان في جزيرة العرب قبل نزول الاسلام على صلعم. و انا اكتب الان ، استمع في نفس الوقت الي خطبة الجمعه من مأذنة مسجدنا القريب..فالخطيب كأنه كاهن العائد من الماضي السحيق يردد سجع الكلمات المتواتره المضحكه المتكلفه
..السجع ترديد الكلمات عدة مرات و يقول العرب سجع الحمام لأنه يكرر صوته..ويتكلف السجع الي درجة قلب ترتيب الكلمات في الجمل بطريقة غريبه لتتوازن فقط مع القافية حتى لوضعف التعبير.. مثال القرءان يقول : افحكم الجاهلية تبغون*..بدل ان يقول اتبغون حكم الجاهليه ؟ و ذلك حتى تتوازن القافيه بحرف النون مع كلمة فاسقون في الاية قبلها ، و مع قوم يوقنون، في الاية من بعدها
ترديد السجع بهذه الطريقه يصيبك بحالة من الملل تؤدي الي تنويم مغناطيسي للعقل فينشل..مثل المقريء الذي ينوص بجسمه و هو يرتل.. يمينا و شمالا متخدرا بصوته
من طرق الحجر على التفكير: الاختباء خلف جدار عال.. اسمه الثوابت وهو عبارة عن : آيات القرأن و الاحاديث و أقوال السلف و اجماع اهل العلم ، بما ان سدنة الدين في بلاد الرمال عاجزين عن اثبات صحة الاعتقاد الديني ،فهم يوهموننا ان هناك معرفة و علما خارجيا يمكن من خلاله الوصول الي اليقين، الانسان في بلاد الرمال لا يستطيع الرؤية خلف هذا الجدار المسمى ثوابت و مسلمات..لأنه مبنى على الابهام و الغموض..يستخدم في تخفيه كلمات غرائبية قديمه لتظهر لنا و كأنها سرمدية مقدسة.. فيسلم المسلم لهم عقله و يستسلم ..وينتج عن هذا وضعية شاذه لا تجدها الا في بلاد الرمال حيث تتحكم الثوابت بالمتغيرات..وليس العكس مما يخلق حالة الاستسلام الراهنه التى نعاني منها
يقول موقع اسلام اون لاين : إن الثوابت والمتغيرات موجودة في كل المجالات في الدين الإسلامي عقيدة وشريعة .. و لكن من ناحية مستوى العقيدة فإنه ليس فيها متغيرات وإنما كلها ثوابت لا يمكن للمسلم إلا الإيمان والتسليم بها
و هكذا ترون اعزائي ان الاستسلام هو العقيده..ومنه اتت كلمة.. اسلام
أن اقناع البشر بتغيير اعتقاداتهم صعب جدا. خاصة عندما يكون هذا المعتقد دينيا أو سياسيا. و مهما واجهتم بتناقضات ادعاءاتهم و قدمت ادله عقلانيه علميه تخالف معتقدهم، فالغالب انهم سيثبتون على ايمانهم به، لماذا ياترى؟
اننا و من سن مبكره نقبل او نرفض مفاهيم معينه هي عبارة عن افكار يزرعها في اذهاننا ابوينا او مدرسنا بالصف او الشيخ بالمسجد او بالتلقين السياسي من خلال الصحافة و اجهزة الاعلام. ننسى بعدها و مع الوقت كيف تم زرع هذه الافكار في عقولنا ؟ و حتى نعتبرها افكارنا نحن، آراءنا نحن..وتصبح مرتبطة لا شعوريا بتكوين شخصيتنا.. و نصدق انفسنا و باننا مقتنعين بها مع ان داخل اعماقنا ما زال يقاومها و يرفض تناقضها مع فكرنا ، اننا نقوم بالدفاع عنها بدون اعطاء عقلنا فرصة للتشكيك فيها . انه متى مازرع الاعتقاد في الذهن منذ الصغر..يصبح كالنقش في الحجر..فلايمكن ان يتزحزح مهما كان هذا الاعتقاد بسيطا الي درجة السذاجه ..انه نوع من السيكوباتيه الفرويديه . في أحد الافلام المصريه القديمه، يحب عماد حلمي في شبابه فتاة فيرفض أهله تزويجه لها لأسباب اجتماعيه طبقيه..فيتألم و يتاثر و لكن بمرور الوقت يلعب نفس الدور ضد ابنته التى وقعت في حب شخص من طبقة اخرى و يقوم بتشخيص دور ابيه في قسوته ضده لمنع هذا الحب من الانتهاء بالزواج
لهذا ترى متعلمين يصدقون الخرافات كحقائق و تجد منهم مهندسين و علماء..رمضان الفائت ذهبت للمستشفى بسبب سعلة مستمره فسألنى الطبيب قبل ان يكتب الوصفه ان كنت صائما ؟ فقلت له لا.. سألني لماذا؟ قلت له : لا امانع الصيام عن الاكل ، و لكن عدم شرب الماء لمدة طويله مضر بالصحه و انتم الاطباء دائما تنصحون الناس بشرب كميات كبيرة من الماء ، اليس كذلك؟..فقال وقد بدا على وجهه عدم الرضا: صحيح! و لكن ده رمضان و له بركته برضه
أن هذا يدل ان تعليم الاطفال في الصغر مفاهيم مغايره لأستخدام العقل و الشك هو المتسبب بهذه الظاهره و هذه حقيقة مزعجة حقا، و مؤلمه في نفس الوقت ..ويجب علينا ان نعلم اولادنا كيف يتعاملوا مع المفاهيم و لا ياخذونها بشكل مطلق و ان يتشككوا و يحللوا ما يصادفهم في الحياه..وان لم نستطع ان نغير مناهج الدراسه التي تفرض من الدوله و الاسلاميين المهيمنين على المجتمع، فيجب ان نعلمهم ذلك في البيت
الجانب السلبي في ما اسلفت ان ذلك يعنى ان لدينا عجزا دائما في التفكير النقدي التحليلي لقبول او رفض ما يقدم لنا و لكن هناك أيضا جانبا ايجابيا لهذه القضيه، فهناك الكثير من الناس في بلاد الرمال ممن تمكنوا من تغيير هذه المفاهيم و رفضها في الكبر، حتى و ان كانوا قد رضعوها صغارا.. انني ارى ان طرح هذه القضايا والحديث عنها ، سيعين الكثيرين و لو كانوا كبارا..على تحطيم هذه السطحية العقائديه، بالرغم من حشوها في ادمغتنا والزج بها في رؤسنا منذ الصغر.. انا متفائل .. ماذا تعتقدون؟
بن كريشان
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق