التعصب
>> السبت، 12 جويلية 2008
التعصب هو اتخاذ موقف متشدد في الرأى تجاه فكرة يعتبرها المتعصب الاساس و الحقيقه المطلقه الوحيده
اوكي.. هذا تعريف عام ولكن ، توجد تعاريف اخرى للتعصب يصب معظمها في موضوع التعصب الديني و الذي ابتلت به مجتمعات بلاد الرمال و منها : هو اتباع نصوص بأيمان اعمى على انها كلمات الله و اوامره بحرفية مطلقه ، هذا التعريف التقليدي هو الاكثر انتشارا. ولكنني مازلت اعتقد ان الارهاب الاسلامي الذي نمر به الان، ماهو الا عرض مرضي لبلوى اسمها التعصب في بلاد الرمال تغوص عميقا في ذاكرتنا وتؤثر على تصرفاتنا وردود فعلنا
حتى نفهم مرض التعصب جيدا يجدر بنا ان نبحث عن الاعراض التي تصيب مريضه
اولا : المثاليه و الكمال المطلق في الفكره التي يؤمن بها، هكذا كان النازيون يعتقدون بالسمو للجنس الاري، وكان اليهود قبل ثلاثة الاف سنه يعتبرون انفسهم شعب الله المختار وبقية البشر من الجنتايل و كما نرى المتعصبون دينيا يعتقدون ان مالديهم هو الوحي الصحيح فقط و الذي به نجاتهم، سواء كانوا مسلمين ام مسيحيين ام غيرهم
ثانيا : الحقيقه الوحيده..وهي التي لديهم هم فقط بالطبع
ثالثا : المبالغه في تصوير اهمية الفكره..التي تبدو اعتياديه للغير
رابعا : اعضاء الجماعه المتعصبه يعتبرون أنفسهم في صراع عالمي ضد مؤامرة
خامسا : اعادة تفسير و تأويل حقائق التاريخ بصوره مغايره مثاليه لتدعم صراعهم العالمي
سادسا : تصوير معارضيهم على انهم شياطين و اشرار و اعداء يستحقون المقت و الكراهيه
سابعا : الذكوريه، اي قيادة الجماعات المتعصبه تكون دائما في يد الرجال
ثامنا : كراهية الحداثه و المجتمعات الاكثر تطورا و اعتبارها حجر عثرة امامهم ويوجه اليها لومهم و عنفهم
تاسعا : حماية التقاليد..انقاذ الهويه..ارجاع الدين.. منع فساد الاخلاق احياء الامه تكون دائما اهدافا ظاهريه
عاشرا : الازدواجيه و التشديد على اجزاء معينه فقط من الكل و التأكيد عليها
و الان بعد ان جمعت لكم عشرة اعراض مرضيه للمتعصبون، عافاكم الله منها، سأحدثكم عن خطر هذه الاعراض و كيف يتشكل ؟
التعصب يقلل القابليه للتسامح و التعايش مع الغير ثم يتحول الي برانويا مرضيه مولعة بصحة رأيها وخطأ الرأي الاخر المختلف.. مما يدعو المتعصب الي اعتزال الاخرين و الالتصاق بمن يشاركه نفس التعصب..تبنى الكراهيه في النفوس مدعومة بالرغبه في عمل شيء .. ضد الاخرين الذين اصبحوا في خانة المعادين الاشرار..ثم يتراكم هذا ويتحول شيئا فشيئا.. الي سلوك شرير.. ينتهي بالعنف او الارهاب المبرر
التعصب يأخذ عدة أشكال فهناك التعصب العرقي، مثل النازيه كما ذكرت في الماضي و شهدنا في العصر الحديث القوميه الصربيه في حرب البلقان الاخيره مع ظهور ميلوسوفتش. وهناك التعصب السياسي الذي يكاد ينقرض الان، مثل الشيوعيه و الاشتراكيه و القوميه العربيه و هي عقائد سياسيه رافضه للأخر.. و ماعليك الا ان ترى تصرف النظام العراقي السابق او السوري الحالي او الليبي كمثال لهذا الرفض كمعاداة العالم الحر-مثال رقم ثمانيه في الاعراض- و الانغلاق على نفسها- . هناك كذلك التعصب الديني و هو منتشر في اديان كثيره فاليمين المسيحي و المتشددون اليهود و الجماعات الاسلاميه المتطرفه أمثلة حيه
من الطبيعي ان يكون المتعصبون اقليه في المجتمع، والبقيه يوصفون بالمعتدلين..من هنا يظهر مصطلح اسمه الاغلبية الصامته، و ذلك لأرتفاع اصوات المتعصبين فوق اصوات المعتدلين الذين يؤثرون الصمت في الغالب خاصة في مجتمعات تمكن فيها المتعصبون من اختراق النظم و اصبح لهم سطوة من خلال اجهزة الدوله مثل مهلكة الرمال الكبرى و دول الخليج عموما. ولكن لا نرى هذا يحدث في الدول المتقدمه ديموقراطيا –عكس التخلف الديموقراطي في العراق و لبنان وغيرهما من بلاد الرمال- لا يحدث ذلك لأن الاعتدال يطغي هنا بسبب وجود ثقافه مدنيه عاليه و لتوفر منابر اعلاميه و صحافيه و دساتير تحمي المعتدلين فيطردون المتعصبين من الساحة السياسيه و من مواقع التاثير بسرعه كما يحدث دائما
و الان اريد ان اتكلم عن التعصب الديني في الشرق الاوسط ، طبعا ليس كل من يؤمن بدين متعصب و لكن هناك أقليه متعصبه في كل دين و هذا حال الاسلام و المسيحيه و اليهوديه فالنر ماذا يدور في فكر هؤلاء المتعصبين الدينين في الشرق الاوسط ..سأضع الموضوع في سياق مسرحية كوميديه
قصة المسرحيه : ان الله سيعاقب المقصرين في حقه من الاديان الثلاثه و سيكافيء المؤمنين الذين سينفذون رغبته الالهيه
خشبة المسرح : مدينة القدس او كما يسميها الاخرون ايضا ..اورشاليم و جورساليم
أبطال المسرحيه : المتشددون اليهود، المتشددون المسيحيون خاصة في امريكا و المتطرفون المسلمون
مخرج المسرحيه : الله ! و خطته هنا تكمن في ان جميع الممثلين يعتقدون ان المسرحيه دراميه حسب السيناريو الذي استلموه ، ولكن الله يريد ان يجعلها مسرحيه كوميديه بدون ان يشعر الممثلون بذلك فيأتي ادائهم طبيعي..شيء اقرب مايكون للكاميرا الخفيه او مسرح الواقع.. لذا وزع عليهم ثلاثة سيناريوهات
السيناريو اليهودي : يجب على اليهود ان يسهلوا عودة المسيح الحقيقي و ذلك باعادة بناء الهيكل ، هنا هذا ليس المسيح الذي يسميه المسلمون عيسى و المسيحيون يسوع، لا فذلك ليس مسيحا حقيقيا بالنسبة لليهود. ظهور المسيح اليهودي الذي ينتظره اليهود سيعيد مجد اسرائيل..وهو لسبب ما، لا يريد الظهور مالم يبنى الهيكل في نفس مكانه السابق
السيناريو الاسلامي : يجب على المسلمين ان يمنعوا بناء الهيكل حتى لا يدمر المسجد الاقصى و قبة الصخره و هم سينتصرون و سيقتلون كل اليهود في اخر المسرحيه حتى ان الصخور و الاشجار ستدل المسلم على اليهودي المختبيء ..ليأتي و يقتله
السيناريو المسيحي : من علامات نهاية العالم هو ظهور المسيح الدجال او الكاذب-انتي كرايست- الذي سيحطم الهيكل في مدينة القدس ..وبعد ذلك يعود المسيح ليستلم ملكوت الارض و يمحى من الوجود كل اليهود الذين لن يتحولوا للمسيحيه ، ولكنهم يعرفون ان ذلك لا يمكن أن يحدث مالم يبنى الهيكل للمرة الثالثه، حتى تتعاقب هذه الاحداث..لذا فهم يلعبون حاليا دور الكومبارس بانتظار انتصار اليهود مؤقتا على المسلمين.. حينها ياتي دور المسيحيون فيدخلوا خشبة المسرح... و يخلصوا عليهم
حبكة القصه : اختلاف السيناريوهات بين الممثلين... هو الحبكه الكوميديه للقصه
نحن اصلا ليس لنا ناقة و لا جمل في هذه المسرحيه الكوميديه وكان يجب ان ندخل الصراع عقلانيا و علمانيا بعيدا عن هذه المسرحيه وسيناريوهات مخرجها المختلفه.. و لكن المشكله ان كل المتعصبين من الاطراف الثلاثه يعتقدون ان المخرج يحركهم من فوق بخيوط خفيه مثل مسرح العرايس. و هذا ما حدث عندما دخل المتطرفون اليهود مع شارون الي النفق تحت الاقصى فاستجاب المتعصبون الاسلاميون لذلك بردود عنيفه.. غير عاقله، ادت الي ايقاف المفاوضات في لحظة كان العالم كله يقف مع الفلسطينين، فخسروا كل هذا الدعم و نراهم الان يواصلون دورهم في نفس المسرحيه فيخطفون موظفوا هيئات الاغاثه و ممثلوا الاتحاد الاوروبي الذي كاد ان يكون حليفهم الاقوى..طبعا استغل الاسرائيليون الفرصه ليحققوا منها مكاسب اكثر وخاصة مع وصول متعاطفين اليمين المسيحي الي السلطه في البيت الابيض..انه من فصول نفس المسرحيه الكوميديه السابقه وهو دليل كيف ان مقدراتنا اصبحت بيد هذا المخرج و ممثليه المهابيل
في بلاد الرمال كنا متعصبين للقبيله ايام الجاهليه، كانت القبائل تغير على غيرها بسبب عنصرية هذه القبيلة ضد تلك ، اصبحنا متعصبين سياسيا بعد انتهاء عصر الاستعمار وانشأنا دولا ذات عقائد سياسيه متشدده رافضه للأخر و مستبعدة اي فكر سياسي مغاير، مثل البعثيه و الناصريه و ادخلنا نظم حكم شموليه مستورده من الشيوعيه و الاشتراكيه و قمنا بعمليات ارهاب مثل ماقامت به ايلول الاسود و الجبهه الشعبيه وغيرهم من قتل الابرياء واعضاء السفارات الدبلوماسيه و اختطاف الطائرات بتمويل من هذه الانظمه..والان جاء الوقت لنتعصب لشيء جديد، نتعصب لديننا و ننتصر لنبينا، بمزيد من العنف و الافعال المعاديه للحضاره و الانسانيه، نختطف الصحفيين والابرياء و نجز رقابهم و نفجر اجساد الابرياء ..ان اغضبك مقالي هذا و شعرت بالكراهيه تجاهي و تولدت لديك رغبة في ايذائي...فانتبه: أنه التعصب ياغبي
بن كريشان
اوكي.. هذا تعريف عام ولكن ، توجد تعاريف اخرى للتعصب يصب معظمها في موضوع التعصب الديني و الذي ابتلت به مجتمعات بلاد الرمال و منها : هو اتباع نصوص بأيمان اعمى على انها كلمات الله و اوامره بحرفية مطلقه ، هذا التعريف التقليدي هو الاكثر انتشارا. ولكنني مازلت اعتقد ان الارهاب الاسلامي الذي نمر به الان، ماهو الا عرض مرضي لبلوى اسمها التعصب في بلاد الرمال تغوص عميقا في ذاكرتنا وتؤثر على تصرفاتنا وردود فعلنا
حتى نفهم مرض التعصب جيدا يجدر بنا ان نبحث عن الاعراض التي تصيب مريضه
اولا : المثاليه و الكمال المطلق في الفكره التي يؤمن بها، هكذا كان النازيون يعتقدون بالسمو للجنس الاري، وكان اليهود قبل ثلاثة الاف سنه يعتبرون انفسهم شعب الله المختار وبقية البشر من الجنتايل و كما نرى المتعصبون دينيا يعتقدون ان مالديهم هو الوحي الصحيح فقط و الذي به نجاتهم، سواء كانوا مسلمين ام مسيحيين ام غيرهم
ثانيا : الحقيقه الوحيده..وهي التي لديهم هم فقط بالطبع
ثالثا : المبالغه في تصوير اهمية الفكره..التي تبدو اعتياديه للغير
رابعا : اعضاء الجماعه المتعصبه يعتبرون أنفسهم في صراع عالمي ضد مؤامرة
خامسا : اعادة تفسير و تأويل حقائق التاريخ بصوره مغايره مثاليه لتدعم صراعهم العالمي
سادسا : تصوير معارضيهم على انهم شياطين و اشرار و اعداء يستحقون المقت و الكراهيه
سابعا : الذكوريه، اي قيادة الجماعات المتعصبه تكون دائما في يد الرجال
ثامنا : كراهية الحداثه و المجتمعات الاكثر تطورا و اعتبارها حجر عثرة امامهم ويوجه اليها لومهم و عنفهم
تاسعا : حماية التقاليد..انقاذ الهويه..ارجاع الدين.. منع فساد الاخلاق احياء الامه تكون دائما اهدافا ظاهريه
عاشرا : الازدواجيه و التشديد على اجزاء معينه فقط من الكل و التأكيد عليها
و الان بعد ان جمعت لكم عشرة اعراض مرضيه للمتعصبون، عافاكم الله منها، سأحدثكم عن خطر هذه الاعراض و كيف يتشكل ؟
التعصب يقلل القابليه للتسامح و التعايش مع الغير ثم يتحول الي برانويا مرضيه مولعة بصحة رأيها وخطأ الرأي الاخر المختلف.. مما يدعو المتعصب الي اعتزال الاخرين و الالتصاق بمن يشاركه نفس التعصب..تبنى الكراهيه في النفوس مدعومة بالرغبه في عمل شيء .. ضد الاخرين الذين اصبحوا في خانة المعادين الاشرار..ثم يتراكم هذا ويتحول شيئا فشيئا.. الي سلوك شرير.. ينتهي بالعنف او الارهاب المبرر
التعصب يأخذ عدة أشكال فهناك التعصب العرقي، مثل النازيه كما ذكرت في الماضي و شهدنا في العصر الحديث القوميه الصربيه في حرب البلقان الاخيره مع ظهور ميلوسوفتش. وهناك التعصب السياسي الذي يكاد ينقرض الان، مثل الشيوعيه و الاشتراكيه و القوميه العربيه و هي عقائد سياسيه رافضه للأخر.. و ماعليك الا ان ترى تصرف النظام العراقي السابق او السوري الحالي او الليبي كمثال لهذا الرفض كمعاداة العالم الحر-مثال رقم ثمانيه في الاعراض- و الانغلاق على نفسها- . هناك كذلك التعصب الديني و هو منتشر في اديان كثيره فاليمين المسيحي و المتشددون اليهود و الجماعات الاسلاميه المتطرفه أمثلة حيه
من الطبيعي ان يكون المتعصبون اقليه في المجتمع، والبقيه يوصفون بالمعتدلين..من هنا يظهر مصطلح اسمه الاغلبية الصامته، و ذلك لأرتفاع اصوات المتعصبين فوق اصوات المعتدلين الذين يؤثرون الصمت في الغالب خاصة في مجتمعات تمكن فيها المتعصبون من اختراق النظم و اصبح لهم سطوة من خلال اجهزة الدوله مثل مهلكة الرمال الكبرى و دول الخليج عموما. ولكن لا نرى هذا يحدث في الدول المتقدمه ديموقراطيا –عكس التخلف الديموقراطي في العراق و لبنان وغيرهما من بلاد الرمال- لا يحدث ذلك لأن الاعتدال يطغي هنا بسبب وجود ثقافه مدنيه عاليه و لتوفر منابر اعلاميه و صحافيه و دساتير تحمي المعتدلين فيطردون المتعصبين من الساحة السياسيه و من مواقع التاثير بسرعه كما يحدث دائما
و الان اريد ان اتكلم عن التعصب الديني في الشرق الاوسط ، طبعا ليس كل من يؤمن بدين متعصب و لكن هناك أقليه متعصبه في كل دين و هذا حال الاسلام و المسيحيه و اليهوديه فالنر ماذا يدور في فكر هؤلاء المتعصبين الدينين في الشرق الاوسط ..سأضع الموضوع في سياق مسرحية كوميديه
قصة المسرحيه : ان الله سيعاقب المقصرين في حقه من الاديان الثلاثه و سيكافيء المؤمنين الذين سينفذون رغبته الالهيه
خشبة المسرح : مدينة القدس او كما يسميها الاخرون ايضا ..اورشاليم و جورساليم
أبطال المسرحيه : المتشددون اليهود، المتشددون المسيحيون خاصة في امريكا و المتطرفون المسلمون
مخرج المسرحيه : الله ! و خطته هنا تكمن في ان جميع الممثلين يعتقدون ان المسرحيه دراميه حسب السيناريو الذي استلموه ، ولكن الله يريد ان يجعلها مسرحيه كوميديه بدون ان يشعر الممثلون بذلك فيأتي ادائهم طبيعي..شيء اقرب مايكون للكاميرا الخفيه او مسرح الواقع.. لذا وزع عليهم ثلاثة سيناريوهات
السيناريو اليهودي : يجب على اليهود ان يسهلوا عودة المسيح الحقيقي و ذلك باعادة بناء الهيكل ، هنا هذا ليس المسيح الذي يسميه المسلمون عيسى و المسيحيون يسوع، لا فذلك ليس مسيحا حقيقيا بالنسبة لليهود. ظهور المسيح اليهودي الذي ينتظره اليهود سيعيد مجد اسرائيل..وهو لسبب ما، لا يريد الظهور مالم يبنى الهيكل في نفس مكانه السابق
السيناريو الاسلامي : يجب على المسلمين ان يمنعوا بناء الهيكل حتى لا يدمر المسجد الاقصى و قبة الصخره و هم سينتصرون و سيقتلون كل اليهود في اخر المسرحيه حتى ان الصخور و الاشجار ستدل المسلم على اليهودي المختبيء ..ليأتي و يقتله
السيناريو المسيحي : من علامات نهاية العالم هو ظهور المسيح الدجال او الكاذب-انتي كرايست- الذي سيحطم الهيكل في مدينة القدس ..وبعد ذلك يعود المسيح ليستلم ملكوت الارض و يمحى من الوجود كل اليهود الذين لن يتحولوا للمسيحيه ، ولكنهم يعرفون ان ذلك لا يمكن أن يحدث مالم يبنى الهيكل للمرة الثالثه، حتى تتعاقب هذه الاحداث..لذا فهم يلعبون حاليا دور الكومبارس بانتظار انتصار اليهود مؤقتا على المسلمين.. حينها ياتي دور المسيحيون فيدخلوا خشبة المسرح... و يخلصوا عليهم
حبكة القصه : اختلاف السيناريوهات بين الممثلين... هو الحبكه الكوميديه للقصه
نحن اصلا ليس لنا ناقة و لا جمل في هذه المسرحيه الكوميديه وكان يجب ان ندخل الصراع عقلانيا و علمانيا بعيدا عن هذه المسرحيه وسيناريوهات مخرجها المختلفه.. و لكن المشكله ان كل المتعصبين من الاطراف الثلاثه يعتقدون ان المخرج يحركهم من فوق بخيوط خفيه مثل مسرح العرايس. و هذا ما حدث عندما دخل المتطرفون اليهود مع شارون الي النفق تحت الاقصى فاستجاب المتعصبون الاسلاميون لذلك بردود عنيفه.. غير عاقله، ادت الي ايقاف المفاوضات في لحظة كان العالم كله يقف مع الفلسطينين، فخسروا كل هذا الدعم و نراهم الان يواصلون دورهم في نفس المسرحيه فيخطفون موظفوا هيئات الاغاثه و ممثلوا الاتحاد الاوروبي الذي كاد ان يكون حليفهم الاقوى..طبعا استغل الاسرائيليون الفرصه ليحققوا منها مكاسب اكثر وخاصة مع وصول متعاطفين اليمين المسيحي الي السلطه في البيت الابيض..انه من فصول نفس المسرحيه الكوميديه السابقه وهو دليل كيف ان مقدراتنا اصبحت بيد هذا المخرج و ممثليه المهابيل
في بلاد الرمال كنا متعصبين للقبيله ايام الجاهليه، كانت القبائل تغير على غيرها بسبب عنصرية هذه القبيلة ضد تلك ، اصبحنا متعصبين سياسيا بعد انتهاء عصر الاستعمار وانشأنا دولا ذات عقائد سياسيه متشدده رافضه للأخر و مستبعدة اي فكر سياسي مغاير، مثل البعثيه و الناصريه و ادخلنا نظم حكم شموليه مستورده من الشيوعيه و الاشتراكيه و قمنا بعمليات ارهاب مثل ماقامت به ايلول الاسود و الجبهه الشعبيه وغيرهم من قتل الابرياء واعضاء السفارات الدبلوماسيه و اختطاف الطائرات بتمويل من هذه الانظمه..والان جاء الوقت لنتعصب لشيء جديد، نتعصب لديننا و ننتصر لنبينا، بمزيد من العنف و الافعال المعاديه للحضاره و الانسانيه، نختطف الصحفيين والابرياء و نجز رقابهم و نفجر اجساد الابرياء ..ان اغضبك مقالي هذا و شعرت بالكراهيه تجاهي و تولدت لديك رغبة في ايذائي...فانتبه: أنه التعصب ياغبي
بن كريشان
0 التعليقات:
إرسال تعليق