تتباهين بطول الشعر و سواده
>> السبت، 12 جويلية 2008
لحمد لله أننا في تونس حسمنا الأمر من زمان و كان لهذا البلد الطيب من المفكرين و الأعلام ما أبعد عنا الفتن و الاقتتال من زمان: رحم الله الطاهر الحداد و رحم الله أرواح
المرحوم الفاضل و المرحوم الطاهر بن عاشور و رحم الله أرواح أعلام هذه البلاد الذين غذوا بأفكارهم النيرة مسيرة الحركة الوطنية التونسية فسارت بلادنا مسار العظماء النبلاء
حريصة على الدفاع و شد رسالة محمد حامية لها من الدخلاء و أهل الفتن مدعمة الهوية التونسية بالدفاع عن الإسلام و لغته العربية حريصة في إتباع الطريقة المالكية شديدة
الحرص عل الانفتاح لدعم ركائز الهوية..
أختي المؤمنة: الإيمان في القلب و الضمير و فعل الخير و التحلي بكل ما هو جميل: فالله جميل يحب الجمال فلماذا تحجبي جمالك الذي وهبك إياه الاهك و لماذا تمقتي شبابك و أنت
في ربيع العمر زهرة فائحة ووردة تنشد عطر الحياة. فالإسلام دين الحسن و الإحسان و الجمال و الله جميل يحب الجمال فثقي بنفسك و سيري سيرة خديجة و افرضي وجودك و
دعمي حقوقك و رددي مع الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
ألا انهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة
و دع غول أهل الفتنة فهم يقبعون في مزبلة من المزابل التي تعودوا العيش فيها كالجرذان لا يخرجون إلا تحت ستار الظلام و لنشر الظلم و الظلامية بين المؤمنات اليافعات الطالبات
للحياة, فمن الكفر رفض هبات الله و من الكفر و عدم الإيمان حقن و خزن الجمال لأن كل شيء جميل لأبد أن ينير السبيل
.
عندما كنا أطفالا نلعب و نمرح ببراءة الأطفال و أحلامهم كان أجدادنا و آبائنا و أمهاتنا كلما أخطأنا إلا و التجئوا إلى سلاح رادع و فتاك ألا و هو " الغول " و " الغولة " ... لتخويفنا
و ردعنا عن شغبنا...
كبرنا و فهمنا حقيقة " الغول " و حقيقة " الغولة " هذه الأيام هناك من عاد إلى هذا السلاح ... سلاح " الغولة " لبث الرعب و الخوف و خلافا لأيام طفولتنا أطلت علينا هذه المرة "
الغولة " متحجبة في جلباب أسود مقيت ليس من تقاليدنا و لا من عاداتنا و ضاربا عرض الحائط بهويتنا التونسية المغاربية من الفاعل و المفعول به و لماذا تظهر " الغولة " هذه
الأيام بالذات و ما المراد من ظهورها؟
و هنا سوف لن نسرد كلاما فضفاضا و لا نقدم براهين زائفة لنقول أن هذه البلاد و منذ العهود الأولى و عهد عليسة و قرطاج لم تعرف الحجاب و لا " النقاب " و لا سواد اللون و
حجتنا في ذلك المؤرخ " هيرودوت " و " تيسديد " و الحجارة و المعمار و الفسيفساء التي تبقى أعظم دليل عما نقول ففي مقارباته لتاريخ قرطاج يذكر الأستاذ محمد فنطر و المؤرخ
الإيطالي «MOSCATI » و « Stéphane Gsell » و الأستاذ عمار المحجوبي ومن سبقهم من مؤرخي العهود الغابرة أن المرأة في قرطاج كانت عاملة
دؤوبة تطيل شعرها و تبرزه و في ذلك دلالة عل أنها حرة و كان قص شعر الرأس دلالة على العبودية... و كانت المرأة في المدينة و الريف ترتدي ألبسة مجمل ألوانها بنفسجية مائلة
إلى الاحمرار و هذه الألوان متأتية من صدف يجمعه البحارة و يكسرونه في شبه " مدبغة " ليعطي اللون البنفسجي الذي تدبغ به ألبسة النساء و هذا الصدف يدعى « Murex
» و لا تزال آثار هذه " المدابغ " شاهدة إلى يوم الناس هذا في مدينة " كركوان " البونيقية أما إذا ما تأملنا في فسيفساء " دڨة " و نقوشها و كذلك نقوش مدينة " مكثر " فسرعان ما
نشاهد لوحات جميلة فيها نساء جميلات زين شعرهن بأغصان من الزيتون أو ورود... و هذا ما كان ساريا سواء كان في المدن أو الأرياف و لولا شعر نساء قرطاج لهلكت السفن
الحربية للمدينة أثناء الحروب البونيقية إذ عمدت النساء لقص شعرهن لربط السفن بالميناء عندما احترقت الحبال التي تشدها, أما في العهد الإسلامي فكانت نساء القيروان يخرجن
إلى الأسواق للتسوق في مجموعات تتباهين بطول الشعر و سواده وفي ذلك دلالة عن تحرر المرأة الإسلامية و انعتاقها و شعورها بذاتها كإنسانة لا آلة إنجاب و تفريخ وجب خزنها و
توريتها الظلام.
...
أما بالنسبة للعصر الإسلامي المجيد فيقول الأستاذ توفيق بن عامر " أنه لا يوجد اثر أو دلالة للحجاب و ارتدائه في كل ما أوتي في ماضينا..." و لم نسمع و لم نقرأ منذ فجر الإسلام
عن حادثة حول الحجاب و عن ذكر للحجاب... بل كان الحجاب في الجزيرة العربية عادة من عادات المجوس و الوثنيين و عابدي الأصنام..
.
أما خديجة رضي الله عنها فهي أم المؤمنين و أول امرأة دخلت الإسلام و احتضنت الرسول و آزرته أيام الشدائد و الاضطهاد, خديجة رضي الله عنها كانت امرأة أعمال تستقبل في
بيتها التجار و تسير دواليب تجارتها و تنصح مستشاريها بما يفيد من سلع و ما هو رائج إذ كانت التجارة في العهود الأولى للإسلام تقوم على النساء اللواتي يعلمن مستلزمات البيت
و مستلزمات مثيلاتهن من النساء فينصحن الرجال باستيراد ما هو رائج في بلاد الشام و بمكانتهن هذه كانت السيدة خديجة سيدة قومها تسير شؤون الرجال و كان محمد رسول الله
احد مؤتمنيها فيذكر عن الرسول أنه قال: "ما ثمة تجارة رابحة إلا و خلفها نصيحة من خديجة" أوردنا المعنى و المغزى من هذا من قيمة المرأة في الإسلام فالإسلام لم يأت للرجال
فقط و لردع المرأة و خزنها و تغطيتها بنقاب..
.
و في حقيقة الأمر كان الحجاب عقابا لكل امرأة أخطأت و لعل صورة " الصبية التائبة " في الديانة المسيحية تجسم هذا أبهى تجسيم فالصبية التي تشعر أنها اقترفت ذنوبا لا تغفر و
تريد التوبة تدخل الكنيسة لتعلن عن توبتها و ترتدي الحجاب و الصليب إعلانا بأنها كفت عن اقتراف الذنب... بهذا يكون الحجاب دلالة واضحة عن ارتكاب ذنب و الاعتراف بذلك.
أما الإسلام فقد أعفانا من هذا و جعل الإيمان في القلب و العفة و الطهارة في الضمير ة الإحساس بل إن الحجاب الحقيقي للمرأة المسلمة هي التقوى العفة و الطهارة أختي المسلمة في نظافة الضمير و الأخلاق و السعي للخير و البحث عن الفضيلة و لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله... العفة و الطهارة أختي المسلمة في
القول الحسن و الفعل الحسن و الصدق في القول و الإخلاص في العمل و اجتناب الغش و الكذب و النفاق و التلفيق فالعفة و الطهارة في الاستقامة و حب الخير للغير و العفة و
الطهارة إيمان بان لا فرق بين المؤمن و المؤمن إلا بالعمل الصالح..
فهل عفتنا و طهارتنا في قطعة قماش نضعها على رأسنا لتصيب الشعر حرارة لا تطاق في الصيف فيصبح مخزنا للحشرات أو تصيبه مياه المطار شتاء فتصبح مصدر مرض خطير
مثل " الشقيقة "... و الإسلام بعيد كل البعد حتى يكون مصدر مصائب و أمراض للمسلمة.
و ارتداء الحجاب هذا أليس فيه دلالة قاطعة عن تصنيف المرأة كأنثى و تقييمها بهذا المنحى من خلال جنسها أليس في المقاربة هذه " تشيئ " للمرأة و اعتبرها كبضاعة وجدت
لتحجب ووجدت لتفرخ و تقوم بالأعمال الشاقة إن في المنزل أو في الشارع...
من منا يرضى أن يقيم أمه أو أخته أو عمته أو خالته كشيء كبضاعة وجب أن تحجب على الآخرين لكي لا تجلب الأنظار و العار. هذا هو منطق البعض اليوم. فهل المرأة وجدت
للإنجاب و التفريخ و المتعة فقط؟
للإنجاب و التفريخ و المتعة فقط؟
أليست كائنا بشريا يحق له التساوي مع الرجل و الإنعتاق و الاجتهاد للإفادة و إعطاء الإضافة تماما كالرجل أو أحسن منه؟
ما هذا يا قوم : أنسيتم ما قامت به خديجة مع الرسول محمد و ما جاهدته هذه المرأة الفاضلة لدعم الإسلام و قيامه و نشره بين النساء.
أتتصورين أن خديجة كانت تلبس حجابا عندما كانت تصول و تجول في مكة منافسة أكبر التجار و أعظمهم نفوذا مالا و جاها و عسكرا.
إن خديجة أم المؤمنين كانت تقف لسفيان و تنازله الحجة بالحجة و تفرض عليه محمد و تنزل الرسول المكانة المرموقة رغم قوة و بطش قريش: فهل كانت بحاجة لحجاب أو جلباب،
إن الإيمان أخواتي هو الذي كان يحرك خديجة و يشحنها شجاعة و قوة تتحدى قشور اللباس لأن خديجة و أم المؤمنين و المؤمنات لن تكن تعتبر نفسها بضاعة أو أنثى خلقت لتنجب أو
لإعطاء المتعة بل كانت تعتبر نفسها امرأة إنسانة حاملة لقضية و مؤمنة بها فلا يهمها الرداء و الحجاب مادامت تناضل من أجل قضية سامية و رسالة خالدة...
" و هل ينفع الشاة سلخها بعد ذبحها "
فخديجة لم تتوان يوما عن الدفاع عن محمد وسط جاهلي قريش و لم تعتبر نفسها امرأة شرفها في حجاب أو عضو تناسلي بل تصرفت كمسلمة مجاهدة غطاؤها إيمانها و سترتها
رسالة محمد و عفتها في التمسك بفضيلة أخلاق المسلمين.
هذه مغازي و معاني دخول خديجة الإسلام عربونا على أن الإسلام أتى للرجال في شخص أبي بكر الصديق أول رجل دخل الإسلام و في شخص سيدنا علي أول صبي دخل الإسلام و
في شخص السيدة خديجة أولى النساء التي ناضلت لتعطي للنساء المسلمات السيرة و المسيرة و تضيء بوقفتها لجانب محمد أن المرأة تتساوى في الإسلام و الرجل...
و لم نعرف عن السيدة خديجة أنها ارتدت الحجاب لأنها تعلم أن عفة و طهارة المسلمة ة إيمانها في أفعالها و نضالها اليومي و القيام بواجباتها و المطالبة بحقوقها... لا في قماش
يوضع على الرأس دلالة على ذنب ارتكب.
خديجة لم تعتبر نفسها " بضاعة " اشتراها محمد و لا محمد " شيّأ " « Chosifie » خديجة و اعتبرها " أريكة " من أرائك البيت... فلم يلزمها بلبس الحجاب و لا
ذكر لهذا لأن الحجاب دخيل على الإسلام و المسلمين و هو ذاك الغول الذي يريد أهل الفتنة تخويفنا به
المرحوم الفاضل و المرحوم الطاهر بن عاشور و رحم الله أرواح أعلام هذه البلاد الذين غذوا بأفكارهم النيرة مسيرة الحركة الوطنية التونسية فسارت بلادنا مسار العظماء النبلاء
حريصة على الدفاع و شد رسالة محمد حامية لها من الدخلاء و أهل الفتن مدعمة الهوية التونسية بالدفاع عن الإسلام و لغته العربية حريصة في إتباع الطريقة المالكية شديدة
الحرص عل الانفتاح لدعم ركائز الهوية..
أختي المؤمنة: الإيمان في القلب و الضمير و فعل الخير و التحلي بكل ما هو جميل: فالله جميل يحب الجمال فلماذا تحجبي جمالك الذي وهبك إياه الاهك و لماذا تمقتي شبابك و أنت
في ربيع العمر زهرة فائحة ووردة تنشد عطر الحياة. فالإسلام دين الحسن و الإحسان و الجمال و الله جميل يحب الجمال فثقي بنفسك و سيري سيرة خديجة و افرضي وجودك و
دعمي حقوقك و رددي مع الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
ألا انهض و سر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياة
و دع غول أهل الفتنة فهم يقبعون في مزبلة من المزابل التي تعودوا العيش فيها كالجرذان لا يخرجون إلا تحت ستار الظلام و لنشر الظلم و الظلامية بين المؤمنات اليافعات الطالبات
للحياة, فمن الكفر رفض هبات الله و من الكفر و عدم الإيمان حقن و خزن الجمال لأن كل شيء جميل لأبد أن ينير السبيل
.
عندما كنا أطفالا نلعب و نمرح ببراءة الأطفال و أحلامهم كان أجدادنا و آبائنا و أمهاتنا كلما أخطأنا إلا و التجئوا إلى سلاح رادع و فتاك ألا و هو " الغول " و " الغولة " ... لتخويفنا
و ردعنا عن شغبنا...
كبرنا و فهمنا حقيقة " الغول " و حقيقة " الغولة " هذه الأيام هناك من عاد إلى هذا السلاح ... سلاح " الغولة " لبث الرعب و الخوف و خلافا لأيام طفولتنا أطلت علينا هذه المرة "
الغولة " متحجبة في جلباب أسود مقيت ليس من تقاليدنا و لا من عاداتنا و ضاربا عرض الحائط بهويتنا التونسية المغاربية من الفاعل و المفعول به و لماذا تظهر " الغولة " هذه
الأيام بالذات و ما المراد من ظهورها؟
و هنا سوف لن نسرد كلاما فضفاضا و لا نقدم براهين زائفة لنقول أن هذه البلاد و منذ العهود الأولى و عهد عليسة و قرطاج لم تعرف الحجاب و لا " النقاب " و لا سواد اللون و
حجتنا في ذلك المؤرخ " هيرودوت " و " تيسديد " و الحجارة و المعمار و الفسيفساء التي تبقى أعظم دليل عما نقول ففي مقارباته لتاريخ قرطاج يذكر الأستاذ محمد فنطر و المؤرخ
الإيطالي «MOSCATI » و « Stéphane Gsell » و الأستاذ عمار المحجوبي ومن سبقهم من مؤرخي العهود الغابرة أن المرأة في قرطاج كانت عاملة
دؤوبة تطيل شعرها و تبرزه و في ذلك دلالة عل أنها حرة و كان قص شعر الرأس دلالة على العبودية... و كانت المرأة في المدينة و الريف ترتدي ألبسة مجمل ألوانها بنفسجية مائلة
إلى الاحمرار و هذه الألوان متأتية من صدف يجمعه البحارة و يكسرونه في شبه " مدبغة " ليعطي اللون البنفسجي الذي تدبغ به ألبسة النساء و هذا الصدف يدعى « Murex
» و لا تزال آثار هذه " المدابغ " شاهدة إلى يوم الناس هذا في مدينة " كركوان " البونيقية أما إذا ما تأملنا في فسيفساء " دڨة " و نقوشها و كذلك نقوش مدينة " مكثر " فسرعان ما
نشاهد لوحات جميلة فيها نساء جميلات زين شعرهن بأغصان من الزيتون أو ورود... و هذا ما كان ساريا سواء كان في المدن أو الأرياف و لولا شعر نساء قرطاج لهلكت السفن
الحربية للمدينة أثناء الحروب البونيقية إذ عمدت النساء لقص شعرهن لربط السفن بالميناء عندما احترقت الحبال التي تشدها, أما في العهد الإسلامي فكانت نساء القيروان يخرجن
إلى الأسواق للتسوق في مجموعات تتباهين بطول الشعر و سواده وفي ذلك دلالة عن تحرر المرأة الإسلامية و انعتاقها و شعورها بذاتها كإنسانة لا آلة إنجاب و تفريخ وجب خزنها و
توريتها الظلام.
...
أما بالنسبة للعصر الإسلامي المجيد فيقول الأستاذ توفيق بن عامر " أنه لا يوجد اثر أو دلالة للحجاب و ارتدائه في كل ما أوتي في ماضينا..." و لم نسمع و لم نقرأ منذ فجر الإسلام
عن حادثة حول الحجاب و عن ذكر للحجاب... بل كان الحجاب في الجزيرة العربية عادة من عادات المجوس و الوثنيين و عابدي الأصنام..
.
أما خديجة رضي الله عنها فهي أم المؤمنين و أول امرأة دخلت الإسلام و احتضنت الرسول و آزرته أيام الشدائد و الاضطهاد, خديجة رضي الله عنها كانت امرأة أعمال تستقبل في
بيتها التجار و تسير دواليب تجارتها و تنصح مستشاريها بما يفيد من سلع و ما هو رائج إذ كانت التجارة في العهود الأولى للإسلام تقوم على النساء اللواتي يعلمن مستلزمات البيت
و مستلزمات مثيلاتهن من النساء فينصحن الرجال باستيراد ما هو رائج في بلاد الشام و بمكانتهن هذه كانت السيدة خديجة سيدة قومها تسير شؤون الرجال و كان محمد رسول الله
احد مؤتمنيها فيذكر عن الرسول أنه قال: "ما ثمة تجارة رابحة إلا و خلفها نصيحة من خديجة" أوردنا المعنى و المغزى من هذا من قيمة المرأة في الإسلام فالإسلام لم يأت للرجال
فقط و لردع المرأة و خزنها و تغطيتها بنقاب..
.
و في حقيقة الأمر كان الحجاب عقابا لكل امرأة أخطأت و لعل صورة " الصبية التائبة " في الديانة المسيحية تجسم هذا أبهى تجسيم فالصبية التي تشعر أنها اقترفت ذنوبا لا تغفر و
تريد التوبة تدخل الكنيسة لتعلن عن توبتها و ترتدي الحجاب و الصليب إعلانا بأنها كفت عن اقتراف الذنب... بهذا يكون الحجاب دلالة واضحة عن ارتكاب ذنب و الاعتراف بذلك.
أما الإسلام فقد أعفانا من هذا و جعل الإيمان في القلب و العفة و الطهارة في الضمير ة الإحساس بل إن الحجاب الحقيقي للمرأة المسلمة هي التقوى العفة و الطهارة أختي المسلمة في نظافة الضمير و الأخلاق و السعي للخير و البحث عن الفضيلة و لو تعلقت همة المرء بما وراء العرش لناله... العفة و الطهارة أختي المسلمة في
القول الحسن و الفعل الحسن و الصدق في القول و الإخلاص في العمل و اجتناب الغش و الكذب و النفاق و التلفيق فالعفة و الطهارة في الاستقامة و حب الخير للغير و العفة و
الطهارة إيمان بان لا فرق بين المؤمن و المؤمن إلا بالعمل الصالح..
فهل عفتنا و طهارتنا في قطعة قماش نضعها على رأسنا لتصيب الشعر حرارة لا تطاق في الصيف فيصبح مخزنا للحشرات أو تصيبه مياه المطار شتاء فتصبح مصدر مرض خطير
مثل " الشقيقة "... و الإسلام بعيد كل البعد حتى يكون مصدر مصائب و أمراض للمسلمة.
و ارتداء الحجاب هذا أليس فيه دلالة قاطعة عن تصنيف المرأة كأنثى و تقييمها بهذا المنحى من خلال جنسها أليس في المقاربة هذه " تشيئ " للمرأة و اعتبرها كبضاعة وجدت
لتحجب ووجدت لتفرخ و تقوم بالأعمال الشاقة إن في المنزل أو في الشارع...
من منا يرضى أن يقيم أمه أو أخته أو عمته أو خالته كشيء كبضاعة وجب أن تحجب على الآخرين لكي لا تجلب الأنظار و العار. هذا هو منطق البعض اليوم. فهل المرأة وجدت
للإنجاب و التفريخ و المتعة فقط؟
للإنجاب و التفريخ و المتعة فقط؟
أليست كائنا بشريا يحق له التساوي مع الرجل و الإنعتاق و الاجتهاد للإفادة و إعطاء الإضافة تماما كالرجل أو أحسن منه؟
ما هذا يا قوم : أنسيتم ما قامت به خديجة مع الرسول محمد و ما جاهدته هذه المرأة الفاضلة لدعم الإسلام و قيامه و نشره بين النساء.
أتتصورين أن خديجة كانت تلبس حجابا عندما كانت تصول و تجول في مكة منافسة أكبر التجار و أعظمهم نفوذا مالا و جاها و عسكرا.
إن خديجة أم المؤمنين كانت تقف لسفيان و تنازله الحجة بالحجة و تفرض عليه محمد و تنزل الرسول المكانة المرموقة رغم قوة و بطش قريش: فهل كانت بحاجة لحجاب أو جلباب،
إن الإيمان أخواتي هو الذي كان يحرك خديجة و يشحنها شجاعة و قوة تتحدى قشور اللباس لأن خديجة و أم المؤمنين و المؤمنات لن تكن تعتبر نفسها بضاعة أو أنثى خلقت لتنجب أو
لإعطاء المتعة بل كانت تعتبر نفسها امرأة إنسانة حاملة لقضية و مؤمنة بها فلا يهمها الرداء و الحجاب مادامت تناضل من أجل قضية سامية و رسالة خالدة...
" و هل ينفع الشاة سلخها بعد ذبحها "
فخديجة لم تتوان يوما عن الدفاع عن محمد وسط جاهلي قريش و لم تعتبر نفسها امرأة شرفها في حجاب أو عضو تناسلي بل تصرفت كمسلمة مجاهدة غطاؤها إيمانها و سترتها
رسالة محمد و عفتها في التمسك بفضيلة أخلاق المسلمين.
هذه مغازي و معاني دخول خديجة الإسلام عربونا على أن الإسلام أتى للرجال في شخص أبي بكر الصديق أول رجل دخل الإسلام و في شخص سيدنا علي أول صبي دخل الإسلام و
في شخص السيدة خديجة أولى النساء التي ناضلت لتعطي للنساء المسلمات السيرة و المسيرة و تضيء بوقفتها لجانب محمد أن المرأة تتساوى في الإسلام و الرجل...
و لم نعرف عن السيدة خديجة أنها ارتدت الحجاب لأنها تعلم أن عفة و طهارة المسلمة ة إيمانها في أفعالها و نضالها اليومي و القيام بواجباتها و المطالبة بحقوقها... لا في قماش
يوضع على الرأس دلالة على ذنب ارتكب.
خديجة لم تعتبر نفسها " بضاعة " اشتراها محمد و لا محمد " شيّأ " « Chosifie » خديجة و اعتبرها " أريكة " من أرائك البيت... فلم يلزمها بلبس الحجاب و لا
ذكر لهذا لأن الحجاب دخيل على الإسلام و المسلمين و هو ذاك الغول الذي يريد أهل الفتنة تخويفنا به
__
0 التعليقات:
إرسال تعليق