.الأيمان والعقيده يلعبان دورا أساسيا في تطويل أمد أي خلاف وأية حرب
>> السبت، 20 سبتمبر 2008
.أكتب اليكم من على شاطيء هاديء برأس الخيمه حيث جئت التقط أنفاسي بعد أن تحول بيتنا الى ساحة حرب يوم أمس ، أصبح كل شيء رأسا على عقب، تعطلت بوابة الكراج الكهربائيه من بعد لعب الأطفال بها فتحا وإغلاقا..وإنحبست سياراتي بالداخل فلم أستطيع الخروج والهرب من البيت..ليس فقط السيارات التي إنحبست..بل هناك قطيع من العنزات الهاربات من بيوت الجيران وجدن البوابة مفتوحة فدخلن ..وهن يرعين حاليا من حشائش وزهور حديقتنا
أما في الصاله.. فهناك على ما أعتقد مائة وخمسون طفلا وطفله من أبناء وبنات أخواتي و أبناء أقارب لم أسمع بهم في حياتي، يمارسون لعبة من هو الأعلى صراخا..بينما جمال ذو الثلاث سنوات في غرفتي يسآلني وفمه قد إمتلأ بالتشبس: خالي ، ليث ذيذابونه تثلقت فوق الثتاله- ستاره- ليث ماتحب تلعب معاي؟
عبّود بصق الأكل على السجاده..أسماء تبكي على مربيتها الفلبينيه التي هربت أثناء إجازتهم في لندن، وهي الأن تبيع على أحد كاونترات ماركس سڀنسر للزبائن العرب هناك كونها تجيد اللغه العربيه، باللهجه العيناويه طبعا..أما حمّود فقد رمي أوراق التواليت في كل مراحيض البيت حتى إنسدت جميعها، وأخاه رشوّد رأيته قبل قليل بيده سكين يطارد بها الأولاد من غرفة الى أخرى..إنها إجازة العيد الوطني حيث تدفق جميع أفراد العائله لزيارة أمي المسكينه للتعاطف معها ضدي وهي الأن تشكي لهم الحال وتذرف الدمع ..على تصرفات بن كريشان معها، الذي لا يجلس بالبيت، دائم السفرات يتركها وحدها.. و لا يريد منها أن تبحث له عن عروس
لقد أصبح البيت ساحة حرب بكل معنى الكلمه، وكأنني في بغداد أو في بعقوبه..حملت جمال الصغير من بنطلونه و وضعته خارج الغرفه قبل أن يدمر الفراش بالتشبس المتناثر من فمه، ثم أستلقيت على السرير أفكر بنفسي، أهذا هو الزواج؟..قلت لنفسي على الأقل مازالت بطني مسطحه لم أربي كرشا ، ومازالت أسناني بيضاء ولم يتساقط شعري بعد ، ذلك كله فقط..لأنني محظوظ لم أتزوج
قبل ايام صادفت صديقة من الماضي تدفع بعربة طفل وحولها أولاد وبنات يتعلقون بثيابها، لقد تدهور شكلها فعلا ولم يتبق الا قليل من مسحة الجمال والأثاره لديها..كان الأعياء والتعب والأرهاق مرسوما على وجهها كمن يستيقظ لصلاة الفجر كل يوم
يقولون أن هناك حرفا يفرق بين الحب والحرب، فالحب يؤدي الى الزواج وذاك الحرف هو ما يشعل الحرب..أو يتسبب بها، فلاتصدقوا مجلة زهرة الخليج لا ماتقوله مجلة سيدتي، فالزواج حقيقة يسبب حالة من الفوضى والحرب
لايختلف إثنان في هذا العالم على أن الأسلام اليوم قد إكتسب بجدارة سمعة دين العنف والحروب والأقتتال، لم يعد أحد يصدق المسلمون عندما ينكرون هذه السمعه السيئه عن دينهم أو يرددوا إسطوانة دين السلام أو صمام الأمان
المسيحيه اليوم عروس تتباهى بما حدث للاسلام فهي الضره الخبيثه ولم لا؟ و الأسلام قد تدنس بصور الأرهابيين يقطّعون رؤس البشر بهمجيه وبربرية لم يعهدها العالم منذ القرون الوسطى.. ولكن الست مسيحيه، نسيت أفعالها و قصص القتل وحرق الساحرات و الهراقطه ومحاكم التفتيش وتسببها بتأخر الحضاره العالميه والطب.. لمحاربتها العلم مثل ما فعلت مع غاليليو وكوپرنيكس و بماتمنت ..لو انها قطعت إسڀنوزا، أوصالا أوصالا
ولكن هل الأسلام وحده في هذا؟ في الواقع أنه موضوع مثير للجدل والتفكير.الأديان والتدين والأيمان أرتبطت جميعها بالعنف والحروب والتدمير، قد يقول بعضكم أن هناك من يستغل الأديان من أجل مآربهم الشخصيه بينما الدين بريء مما ينسب اليه..ولكن هل هذا صحيح؟ أم أن هناك خللا في الأديان نفسها..يجعلها دائما تنزو للعنف وتدعوا للحرب بدل السلام؟
ربما كانت هناك درجة من الصحة لهذا الأدعاء، ولكن إفتراضنا إن إزالة الأديان من الوجود سيؤدي الى السلام قد لايكون كذلك صحيح تماما، إن ما أعتقده أن الأديان قد لاتكون المتسببة بالحروب والعنف ، ولكنها بالتأكيد عامل هام في إستمراية الأقتتال والعنف، وتجعل من الصعب جدا إيجاد حلول سلميه لأي مشكله
تشتعل كثير من الخلافات السياسيه في العالم في البداية لأسباب غير دينيه، خلافات عرقيه أو نزاعات على أراض وأقاليم..ثم تتدخل الأديان فيها مؤججة الصراع.. بحيث يصبح من المستحيل الوصول الى مخرج
الخلاف الشيشاني الروسي كان موجودا منذ أيام القيصيريه الروسيه وكان خلافا على سلطة وحكم، الخلاف الأرمني ألأذربيجاني على إقليم ناڠورنو-كاراباخ .والصراع الأيرلندي والصراع العربي الإسرائيلي بدأت كلها كخلافات سياديه، ثم تحولت كلها في النهايه الى صراعات دينيه لا حل لها.. صراعات مخلده
في الصراع العربي الأسرائيلي ، أدى تدخل الدين من الطرفين الى جعل أي موضوع تسوية في هذه القضيه مستحيلا، فكل شيء في عرف الأديان يصبح مسلمات وثوابت لاتقبل التنازل..وليس هناك حلا الا بالموت. لوكانت المشكلة أرضا أو حدودا لكان الحل بتقسيمها.. لو كان الخلاف حول سلطه، لكان الحل بالأشتراك فيها وتقسيم المسؤليات ، ولكن عندما يؤمن أحد بأن ربه أعطاه الضفه الغربيه ، والأخر يؤمن بأن فلسطين كلها وقف من اوقاف المسلمين لايمكن التنازل عن شبر منها.. وطرف حماسي للدين لايعترف حتى بأتفاقيات وقعتها سلطة رسميه تم الأعتراف بها من جميع الدول العربيه والعالم بأجمعه.. لأنها تخالف كتاب رب الرمال وتعاليمه..فلن يكون هناك حل، لن يكون هناك الا مآسي وكوارث على البشر
مؤخرا.. ظهر لنا الرئيس الپنچرچي أحمدينجاد منكرا محارق اليهود وأعاد مطالب تدمير إسرائيل، وكان أسامه بن لادن قد قال قبله بأن الأسلام تحت الحصار وأن من يتعاون من الغرب فهو كافر يحل دمه ويجوز لجماعته أن يذبحوه، وظهر علينا في أمريكا من يطالب بالحرب ضد الأسلام الفاشي، وبدأ رجال الدين في العالمين يدقون طبول الحرب..وصدقوني ليس هناك في هذا العالم مايجذب الأموال والمقاتلين أكثر من الأديان.. فهب مسلموا بريطانيا من أصول هنديه يحاربون في كشمير وأدى ذلك الى إزدياد تصلب وتشدد حركة الهندوتڤا الهندوسيه ، وتطوع الآف من الأمريكان لدعوة الرب ورسوله بوش للحرب في العراق.بينما رحل مئات السعودين والمصريين والجزائريين الى هناك ليفجروا أجسادهم بفرح ..أولا في الأمريكان ، ثم في الشيعه الرافضه ، فهبت مليشيات الولد مقتدي بالمقابل وجيشه المهدي إختطافا بالسنه وإغتيالهم.. وثم أعدموا معهم الشيعه الذين رفضوا نفوذ ملالوة إيران ..وأزداد حماس قساوسة الأرثودوكس، فصار بابا الأرثدوكسيه الروسيه يظهر الى جانب الرئيس ٻوتين في الصور..وعاد الدين يطل برأسه البشع الأسود في موجة تدين ،جعلت لينين و كارل ماركس يستعرون منهم خجلا ويذرفون دمعا على علمانية الحقبة السوڤيتيه
جنون ديني دموي احمق يجتاح العالم وينادي بالحرب بالموت بالقتل.. إنها نار تشتعل و تلهب العقول والمشاعر والحواس..ليموت فيها الأنسان في سبيل ...خرافه
حتما نحن لا نحتاج الى الدين لأشعال حرب ..ولكنه يزكيها، يساعد على إستعارها ..على إستمرارها..إن الدين مفيد جدا للسياسيين وتجار السلاح والمتمصلحين من أصحاب النفوذ ..قارن هذا بالعلمانيه أو ألألحاد، إنهما ليس مثل الأديان..إنهما لايستطعان أن يفرضا نظاما إيمانيا صارما من الحتميه المطلقه والطاعه العمياء التي لايشوبها شك ولاتقبل رحمة ولا تنازل أبدا، وهذا مايميز الأديان الكتابيه الثلاث..حتى أكثر النظم فاشية في العالم ، لاتستطيع أن تقارن نفسها بالأديان الكتابيه ولا تستطيع مجاراتها بالعنف المجنون
وعندما نعود للنزاع الفلسطيني الأسرائيلي ..فقبل أربعين سنه نجد أن أكثر فصائل المقاومه كانت علمانية التوجه لا بل أن كثيرا من قادة المنظمات الفلسطينيه كانوا من العرب المسيحيين الماركسيين، هل تستطيعون أن تتصورن اليوم مناضلا عربيا إسمه جورج حبش؟ لو ظهر في هذه الأيام الكالحه لسبوه وقالوا عنه صهيوني شيوعي صليبي هريسي بطيخي.. أما الجماعات الصهيونيه المتشدده في إسرائيل فلم تكن أبدا بنفس هذا العنفوان و
بالأمس كان الأسلاميون يتأففون من القضيه الفلسطينيه، ويسمونها قضية أرض لاقضية إسلام وذهبوا يحاربون في أفغانستان بدلا من فلسطين بأوامر من أمريكا التي مولتهم ودربتهم، وبعد النجاح الذي حققوه في خدمة سيدتهم أمريكا ..أرادوا تكرار المعادله في فلسطين.. فسعت إسرائيل وأمريكا الى خلق منظمة لتقف في وجه منظمة التحرير وياسر عرفات لكسر الصف ، وإيقاف تقدم المفاوضات لصالح الجانب الفلسطيني ..فكانت حماس
اليوم يهاجمني الأسلاميون بمنطق عجيب ، وإن كان ليس بجديد على العرب، فهذه طبيعتهم الساذجه المتواضعه
وهو ليس بغريب لأنه منطق القوميين العرب القديم، منطق الأقصاء والتخوين ، اليوم وبقدرة قادر صارت الوطنيه أن يكون المرء إسلاميا..نفس هؤلاء الأسلاميون الذين كانوا يُعتبرون رجعيين متآمرين مع الأمريكان وعلى رأسهم السعوديه السلفيه الوهابيه ..والقاعده والأخوان الذين مالبثوا طوال عهودهم خونة يتآمرون على أوطانهم .. صاروا اليوم وطني
دعوني أذكركم ببنك الأعتماد والتجاره الدولي..أكبر عملية إحتيال في العالم، أو ربما تظنون ذلك..هذا البنك أسس في باكستان ثم أصبح بنكا مركزه الأمارات بأوامر أمريكيه وعمل على غسل اموال المجاهدين التي تحولها السي إن إيه لهم وتنظيف عوائد الحشيش والمخدرات التي كانت تمول عمليات جهاد طالبان واسامه بن لادن ..وطبعا كله بمباركة أمريكيه، حتى تحقق النصر الأعظم للمجاهدين..ليس من عند الله ، بل من عند السي إن أيه
ثم تغير الحال على ذلك البنك بعد ان خشيت أمريكا أن يتكشف تورطها..فخلقت قضية عالمية سببت إفلاس بنك الأعتماد والتجاره..وخسر الملايين أموالهم وخسرت الأمارات المساهمه فيه بطلب من أمريكا سبعة مليار دولار..وهددوا بطلب الشيخ زايد للمحاكمه في أمريكا...إن لم يغلق بنك الأعتماد والتجاره الدولي
الأسلاميون والأمريكان والأمبرياليه...كانوا دائما أخوان
خونة هم، يتلونون كالحرباء..لتستمر الحروب فلا يريدون سلاما ولا إستقرارا، هم لايهمهم ضياع الأرض ولا تهمهم حياة الأنسان العربي..كم هو مضحك أن كل قومي سابق أصبح اليوم وطنيا إسلاميا ..لقد تشابه البقر علينا
القوميه العربيه فشلت سياسيا وإقتصاديا ولكن على الأقل نجحت حداثيا فهي السبب الرئيسي لحرية المرأه العربيه، وتحضّر المجتمعات العربيه، وإخراجها من من الظلمات الى النور ، من تخلف السلطنة العثمانيه ومن البدائيه والتقاليد الباليه التي كان يقودها الأسلام...إحترموا أنفسكم يا قوميون الأمس إسلاميون اليوم
كيفم تنضمون الى أعداء بالأمس لتدمير إنجازكم الوحيد الذي سيذكركم به التاريخ..فهل صرتم خونة لأجيال سبقتهم في النضال؟ إخص عليكم.. لقد بعتم مبادئكم بكل رخص
إن من يتآمر مع خونة..يصبح خائنا.. الأسلاميون عملاء أمريكا بالأمس الخونه ..أصبحوا أبطال اليوم ، هم الذين عملوا جهدهم لأسقاط الناصريه والقوميه والأشتراكيه العربيه، فمن الخائن الأن؟
أما في الصاله.. فهناك على ما أعتقد مائة وخمسون طفلا وطفله من أبناء وبنات أخواتي و أبناء أقارب لم أسمع بهم في حياتي، يمارسون لعبة من هو الأعلى صراخا..بينما جمال ذو الثلاث سنوات في غرفتي يسآلني وفمه قد إمتلأ بالتشبس: خالي ، ليث ذيذابونه تثلقت فوق الثتاله- ستاره- ليث ماتحب تلعب معاي؟
عبّود بصق الأكل على السجاده..أسماء تبكي على مربيتها الفلبينيه التي هربت أثناء إجازتهم في لندن، وهي الأن تبيع على أحد كاونترات ماركس سڀنسر للزبائن العرب هناك كونها تجيد اللغه العربيه، باللهجه العيناويه طبعا..أما حمّود فقد رمي أوراق التواليت في كل مراحيض البيت حتى إنسدت جميعها، وأخاه رشوّد رأيته قبل قليل بيده سكين يطارد بها الأولاد من غرفة الى أخرى..إنها إجازة العيد الوطني حيث تدفق جميع أفراد العائله لزيارة أمي المسكينه للتعاطف معها ضدي وهي الأن تشكي لهم الحال وتذرف الدمع ..على تصرفات بن كريشان معها، الذي لا يجلس بالبيت، دائم السفرات يتركها وحدها.. و لا يريد منها أن تبحث له عن عروس
لقد أصبح البيت ساحة حرب بكل معنى الكلمه، وكأنني في بغداد أو في بعقوبه..حملت جمال الصغير من بنطلونه و وضعته خارج الغرفه قبل أن يدمر الفراش بالتشبس المتناثر من فمه، ثم أستلقيت على السرير أفكر بنفسي، أهذا هو الزواج؟..قلت لنفسي على الأقل مازالت بطني مسطحه لم أربي كرشا ، ومازالت أسناني بيضاء ولم يتساقط شعري بعد ، ذلك كله فقط..لأنني محظوظ لم أتزوج
قبل ايام صادفت صديقة من الماضي تدفع بعربة طفل وحولها أولاد وبنات يتعلقون بثيابها، لقد تدهور شكلها فعلا ولم يتبق الا قليل من مسحة الجمال والأثاره لديها..كان الأعياء والتعب والأرهاق مرسوما على وجهها كمن يستيقظ لصلاة الفجر كل يوم
يقولون أن هناك حرفا يفرق بين الحب والحرب، فالحب يؤدي الى الزواج وذاك الحرف هو ما يشعل الحرب..أو يتسبب بها، فلاتصدقوا مجلة زهرة الخليج لا ماتقوله مجلة سيدتي، فالزواج حقيقة يسبب حالة من الفوضى والحرب
لايختلف إثنان في هذا العالم على أن الأسلام اليوم قد إكتسب بجدارة سمعة دين العنف والحروب والأقتتال، لم يعد أحد يصدق المسلمون عندما ينكرون هذه السمعه السيئه عن دينهم أو يرددوا إسطوانة دين السلام أو صمام الأمان
المسيحيه اليوم عروس تتباهى بما حدث للاسلام فهي الضره الخبيثه ولم لا؟ و الأسلام قد تدنس بصور الأرهابيين يقطّعون رؤس البشر بهمجيه وبربرية لم يعهدها العالم منذ القرون الوسطى.. ولكن الست مسيحيه، نسيت أفعالها و قصص القتل وحرق الساحرات و الهراقطه ومحاكم التفتيش وتسببها بتأخر الحضاره العالميه والطب.. لمحاربتها العلم مثل ما فعلت مع غاليليو وكوپرنيكس و بماتمنت ..لو انها قطعت إسڀنوزا، أوصالا أوصالا
ولكن هل الأسلام وحده في هذا؟ في الواقع أنه موضوع مثير للجدل والتفكير.الأديان والتدين والأيمان أرتبطت جميعها بالعنف والحروب والتدمير، قد يقول بعضكم أن هناك من يستغل الأديان من أجل مآربهم الشخصيه بينما الدين بريء مما ينسب اليه..ولكن هل هذا صحيح؟ أم أن هناك خللا في الأديان نفسها..يجعلها دائما تنزو للعنف وتدعوا للحرب بدل السلام؟
ربما كانت هناك درجة من الصحة لهذا الأدعاء، ولكن إفتراضنا إن إزالة الأديان من الوجود سيؤدي الى السلام قد لايكون كذلك صحيح تماما، إن ما أعتقده أن الأديان قد لاتكون المتسببة بالحروب والعنف ، ولكنها بالتأكيد عامل هام في إستمراية الأقتتال والعنف، وتجعل من الصعب جدا إيجاد حلول سلميه لأي مشكله
تشتعل كثير من الخلافات السياسيه في العالم في البداية لأسباب غير دينيه، خلافات عرقيه أو نزاعات على أراض وأقاليم..ثم تتدخل الأديان فيها مؤججة الصراع.. بحيث يصبح من المستحيل الوصول الى مخرج
الخلاف الشيشاني الروسي كان موجودا منذ أيام القيصيريه الروسيه وكان خلافا على سلطة وحكم، الخلاف الأرمني ألأذربيجاني على إقليم ناڠورنو-كاراباخ .والصراع الأيرلندي والصراع العربي الإسرائيلي بدأت كلها كخلافات سياديه، ثم تحولت كلها في النهايه الى صراعات دينيه لا حل لها.. صراعات مخلده
في الصراع العربي الأسرائيلي ، أدى تدخل الدين من الطرفين الى جعل أي موضوع تسوية في هذه القضيه مستحيلا، فكل شيء في عرف الأديان يصبح مسلمات وثوابت لاتقبل التنازل..وليس هناك حلا الا بالموت. لوكانت المشكلة أرضا أو حدودا لكان الحل بتقسيمها.. لو كان الخلاف حول سلطه، لكان الحل بالأشتراك فيها وتقسيم المسؤليات ، ولكن عندما يؤمن أحد بأن ربه أعطاه الضفه الغربيه ، والأخر يؤمن بأن فلسطين كلها وقف من اوقاف المسلمين لايمكن التنازل عن شبر منها.. وطرف حماسي للدين لايعترف حتى بأتفاقيات وقعتها سلطة رسميه تم الأعتراف بها من جميع الدول العربيه والعالم بأجمعه.. لأنها تخالف كتاب رب الرمال وتعاليمه..فلن يكون هناك حل، لن يكون هناك الا مآسي وكوارث على البشر
مؤخرا.. ظهر لنا الرئيس الپنچرچي أحمدينجاد منكرا محارق اليهود وأعاد مطالب تدمير إسرائيل، وكان أسامه بن لادن قد قال قبله بأن الأسلام تحت الحصار وأن من يتعاون من الغرب فهو كافر يحل دمه ويجوز لجماعته أن يذبحوه، وظهر علينا في أمريكا من يطالب بالحرب ضد الأسلام الفاشي، وبدأ رجال الدين في العالمين يدقون طبول الحرب..وصدقوني ليس هناك في هذا العالم مايجذب الأموال والمقاتلين أكثر من الأديان.. فهب مسلموا بريطانيا من أصول هنديه يحاربون في كشمير وأدى ذلك الى إزدياد تصلب وتشدد حركة الهندوتڤا الهندوسيه ، وتطوع الآف من الأمريكان لدعوة الرب ورسوله بوش للحرب في العراق.بينما رحل مئات السعودين والمصريين والجزائريين الى هناك ليفجروا أجسادهم بفرح ..أولا في الأمريكان ، ثم في الشيعه الرافضه ، فهبت مليشيات الولد مقتدي بالمقابل وجيشه المهدي إختطافا بالسنه وإغتيالهم.. وثم أعدموا معهم الشيعه الذين رفضوا نفوذ ملالوة إيران ..وأزداد حماس قساوسة الأرثودوكس، فصار بابا الأرثدوكسيه الروسيه يظهر الى جانب الرئيس ٻوتين في الصور..وعاد الدين يطل برأسه البشع الأسود في موجة تدين ،جعلت لينين و كارل ماركس يستعرون منهم خجلا ويذرفون دمعا على علمانية الحقبة السوڤيتيه
جنون ديني دموي احمق يجتاح العالم وينادي بالحرب بالموت بالقتل.. إنها نار تشتعل و تلهب العقول والمشاعر والحواس..ليموت فيها الأنسان في سبيل ...خرافه
حتما نحن لا نحتاج الى الدين لأشعال حرب ..ولكنه يزكيها، يساعد على إستعارها ..على إستمرارها..إن الدين مفيد جدا للسياسيين وتجار السلاح والمتمصلحين من أصحاب النفوذ ..قارن هذا بالعلمانيه أو ألألحاد، إنهما ليس مثل الأديان..إنهما لايستطعان أن يفرضا نظاما إيمانيا صارما من الحتميه المطلقه والطاعه العمياء التي لايشوبها شك ولاتقبل رحمة ولا تنازل أبدا، وهذا مايميز الأديان الكتابيه الثلاث..حتى أكثر النظم فاشية في العالم ، لاتستطيع أن تقارن نفسها بالأديان الكتابيه ولا تستطيع مجاراتها بالعنف المجنون
وعندما نعود للنزاع الفلسطيني الأسرائيلي ..فقبل أربعين سنه نجد أن أكثر فصائل المقاومه كانت علمانية التوجه لا بل أن كثيرا من قادة المنظمات الفلسطينيه كانوا من العرب المسيحيين الماركسيين، هل تستطيعون أن تتصورن اليوم مناضلا عربيا إسمه جورج حبش؟ لو ظهر في هذه الأيام الكالحه لسبوه وقالوا عنه صهيوني شيوعي صليبي هريسي بطيخي.. أما الجماعات الصهيونيه المتشدده في إسرائيل فلم تكن أبدا بنفس هذا العنفوان و
بالأمس كان الأسلاميون يتأففون من القضيه الفلسطينيه، ويسمونها قضية أرض لاقضية إسلام وذهبوا يحاربون في أفغانستان بدلا من فلسطين بأوامر من أمريكا التي مولتهم ودربتهم، وبعد النجاح الذي حققوه في خدمة سيدتهم أمريكا ..أرادوا تكرار المعادله في فلسطين.. فسعت إسرائيل وأمريكا الى خلق منظمة لتقف في وجه منظمة التحرير وياسر عرفات لكسر الصف ، وإيقاف تقدم المفاوضات لصالح الجانب الفلسطيني ..فكانت حماس
اليوم يهاجمني الأسلاميون بمنطق عجيب ، وإن كان ليس بجديد على العرب، فهذه طبيعتهم الساذجه المتواضعه
وهو ليس بغريب لأنه منطق القوميين العرب القديم، منطق الأقصاء والتخوين ، اليوم وبقدرة قادر صارت الوطنيه أن يكون المرء إسلاميا..نفس هؤلاء الأسلاميون الذين كانوا يُعتبرون رجعيين متآمرين مع الأمريكان وعلى رأسهم السعوديه السلفيه الوهابيه ..والقاعده والأخوان الذين مالبثوا طوال عهودهم خونة يتآمرون على أوطانهم .. صاروا اليوم وطني
دعوني أذكركم ببنك الأعتماد والتجاره الدولي..أكبر عملية إحتيال في العالم، أو ربما تظنون ذلك..هذا البنك أسس في باكستان ثم أصبح بنكا مركزه الأمارات بأوامر أمريكيه وعمل على غسل اموال المجاهدين التي تحولها السي إن إيه لهم وتنظيف عوائد الحشيش والمخدرات التي كانت تمول عمليات جهاد طالبان واسامه بن لادن ..وطبعا كله بمباركة أمريكيه، حتى تحقق النصر الأعظم للمجاهدين..ليس من عند الله ، بل من عند السي إن أيه
ثم تغير الحال على ذلك البنك بعد ان خشيت أمريكا أن يتكشف تورطها..فخلقت قضية عالمية سببت إفلاس بنك الأعتماد والتجاره..وخسر الملايين أموالهم وخسرت الأمارات المساهمه فيه بطلب من أمريكا سبعة مليار دولار..وهددوا بطلب الشيخ زايد للمحاكمه في أمريكا...إن لم يغلق بنك الأعتماد والتجاره الدولي
الأسلاميون والأمريكان والأمبرياليه...كانوا دائما أخوان
خونة هم، يتلونون كالحرباء..لتستمر الحروب فلا يريدون سلاما ولا إستقرارا، هم لايهمهم ضياع الأرض ولا تهمهم حياة الأنسان العربي..كم هو مضحك أن كل قومي سابق أصبح اليوم وطنيا إسلاميا ..لقد تشابه البقر علينا
القوميه العربيه فشلت سياسيا وإقتصاديا ولكن على الأقل نجحت حداثيا فهي السبب الرئيسي لحرية المرأه العربيه، وتحضّر المجتمعات العربيه، وإخراجها من من الظلمات الى النور ، من تخلف السلطنة العثمانيه ومن البدائيه والتقاليد الباليه التي كان يقودها الأسلام...إحترموا أنفسكم يا قوميون الأمس إسلاميون اليوم
كيفم تنضمون الى أعداء بالأمس لتدمير إنجازكم الوحيد الذي سيذكركم به التاريخ..فهل صرتم خونة لأجيال سبقتهم في النضال؟ إخص عليكم.. لقد بعتم مبادئكم بكل رخص
إن من يتآمر مع خونة..يصبح خائنا.. الأسلاميون عملاء أمريكا بالأمس الخونه ..أصبحوا أبطال اليوم ، هم الذين عملوا جهدهم لأسقاط الناصريه والقوميه والأشتراكيه العربيه، فمن الخائن الأن؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق