(انا اعطيناك الجماهير فاختر لنفسك وبادر واحذر من ان تكاثر))

>> الخميس، 9 أكتوبر 2008

إن مسيلمة بن قيس الكذّاب لعنه اللّه إدعى النبوة على عهد رسول اللّه صلىاللّه عليه وسلم، هو وجماعة من العرب فأهلكهم اللّه جميعاً وكان مسيلمة يعرض القرآن كذبا وزورا، فالسورة التى ينزل بها جبريل عليه السلام على النبى صلى اللّه عليه وسلم يأتون بها المنافقون إليه، فيقول قبّحه اللّه ( وهو القبيح ) وأنا أيضا أتانى جـبريل بـسـورةٍ مثلها، فكان مما عرض به القرآن سورة الفيل، فقال لعنة اللّه عليه "الفيل وما ادراك ما الــفيل له ذنـب وذيـل وخرطوم طويل ان هذا من خلق ربنا الجليـل"

ومما عارض به أيضا سورة الكوثر ((انا اعطيناك الجماهير فاختر لنفسك وبادر واحذر من ان تكاثر)) وفعـل ذلك في سورٍ شتى كـذبا وزوراً وكان مما يعارض به أيضــا إذا سمع أن النبى صلى اللّه عليه وسلم وضع يده على رأس أقرع فنبت شعره وتفل في بئرٍ فكثر ماؤها ووضع يده على رأس صبى فقال: عش قرناً عش قرناً فعاش ذلك الصبى مائة عام؛

فكان قوم مسيلمة إذا رأوا ذلك يأتون إليه ويقولون: ألا ترى مافعل محمد؛ فيقول: أنا أفعل أكبر من ذلك؛ فكان عدو اللّه إذا وضع يده على رأس من كان شعره قليل يرجع أقرع من حينه، وإذا تفل في بئر كان ماؤها قليل أيبس أو كان حلواً رجع مُرّاً بإذن اللّه، وإذا تفل في عـين أرمد كفّ بصره لحينه، وإذا وضع يده على رأس صبي وقال عش قرناً مـات في وقـتـه؛ أنظروا يا إخواني ما وقع لهذا الأعمى البصيرة، لكن التوفيق من اللّه تعالى.



وكانت على عهده امرأة من بنى تميم يقال لها شجاعة التميمية إدّعت النبوة وسمعت به وسمع بها، وكانت في عسكر عظيم من بنى تميم فقالت لقومها: ألنبوة لا تتفق بين إثنين إما يكون هو نبي وأتبعه أنا وقومي وإما أن أكون أنا ويتبعنى هو وقومه؛ وذلك بعد وفاة النبى صلى اللّه عليه وسلم؛ فأرسلت اليه كتابا تقول فيه: أما بعـد فإن النبوة لا تتفق بين إثنين في زمن واحد ولكن نجتمع ونتناظر في ملأ من قومي وقومك ونتدارس ما أنزل اللّه علينا فالذى على الحق نتبعه، ثم ختمـته وأعطته للرّسـول،

وقالت له: سر بهذا الكتاب لليمامة ومكّنه لمسيلمة بن قيس وأنـا أسير في أثرك، فسار ذلك الرسول فلما كان بعد يوم و ليلة ركبت في قومها وسارت في أثره فلما وصـل الرسول إلى مسيلمة، سلم عليه وناوله الكتاب ففكّه وقرأه وفهم ما فيه فحار في أمـره وجعل يستشير قومه واحداً بعد واحدٍ فلم ير فيهم ولا في رأيهم مايشفي الغليل، فبينما هو كذلك حائراً في حال أمره إذ قام إليه شيخ كبير من بين الناس

وقال: يا مسيلمة .

. طب نفساً وقر عيناً فأنا أشـير عليك إشارة الوالد على ولده. قال: تكلم ما عهدناك إلا ناصحاً. فقال: إذا كان صبيحة الغد إضرب خارج بلادك قبة من الديباج الملون وافرشها بأنـواع الحرير وانضحها نضحاً عجيبا بأنواع المياه الممسّكه من الورد والزهر والنسرين والفشوش والقرنفل والبنفسج وغيره فإذا فعلت ذلك فادخل تحت المباخر المذهبة المملوءة بأنواع الطيب مثل عـود الأقمار والعنبر الخام والعود الرطب والعنبر والمسك وغير ذلك من أنواع الطيب، وارخ أطناب القـبة حتى لا يخرج منها شىء من ذلك البخور، فاذا امتزج الماء بالدخان فاجلس على كرسيك وأرسل لها وأجتمع بها في تلك القبـة، أنت وهي لاغير، فإذا إجتمعت بها وشمّت تلك الرائحة إرتخى منها كل عضو وتبقى مدهوشة فاذا رأيتها على تلك الحاله راودها عن نفسها فإنها تعطيك، فإذا نكحتها نجوت من شرها وشر قومها



؛ فقال مسيلمة: أحسنت .. واللّه نعم المشورة هذه؛ ثم إنه فعل لها جميع ما قال له الشيخ، فلما قدمت عليه طلبها للدّخول إلى القبة فدخلت واختلى بها وطاب حديثهما فكان مسيلمة يحدثها وهي داهشة باهتة فلما رآها على تلك الحالة وكأنها اشتهت النكاح قال لها شعرا:

ألا قـومي إلى الـمـخدع فقد هيء لك المضجع

فإن شـئت فــرشــناك وإن شـئت على أربع

وإن شــئت كما تسجدي وإن شئت كـما أركع

وأن شـئـت بـثـلاثـة وإن شــئت به أجمع


فقالت له : به أجمع .. هكذا أُنزل على نبي اللّه؛ فعند ذلك إرتقى عليها وقـضى منها حاجــته، فقالت : إخطبني من عند قومي إذا خرجت، ثم إنها خرجت وانصرفت، وأخبرت قومها أنها سألته فوجدته على حق فاتبعته؛ ثم أتى وخطبها من قومها فأعطوها له وطلبوا منه المهر، فقال لهم: نترك عليكم صلاة العصر، فكان بنو تميم لا يصلّون العصـر إلى زمننا هذا (زمن المؤلف)، ويقولون مهر نبيتنا ونحن أحق به من غيرنا، ولم يدّع النبوة من النساء غيرها، وفي ذلك يقول القائل منهم:

أضحت نبيتنا أُنثى نطوف بها وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا

فأما مسيلمة فهلك على عهد أبا بكر رضى اللّه عنه فقتله زيد بن الخطاب وقيل وحشي، وكلاهما من الصحابة، واللّه أعلم أنه وحشي، وفي ذلك يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وقتلت شر الناس في الإسـلام وأرجوا اللّه أن يغفر لي هذا بذاك، ومعنى قتلت خير الناس في الجاهلية حمزة بن عبد المطلب، وقتلت شر الناس في الإسلام مسيلمة الكذّاب، أي أنه لمّا كان في الجاهلية قتل حمزة رضي اللّه عنه ولمّا دخل الإسلام قتل مسيلمة. وأما شجاعة التميمية فإنها رجعت إلى اللّه سبحانه وتعالى وتزوجها رجل من الصّحابة رضوان اللّه عليهم أجمعين.










5



5

0 التعليقات:

Stop

first radio Interdit Moins 18 ans SVP

My twitter

    follow me on Twitter

    Best Music

    USA Stat

    Flags of visitors

    free counters

    Live from Facebook

    About This Blog

    La tunisie est un pays

    opinion about my blog

    Lorem Ipsum

    هل تونس بلد

      © Blogger templates Palm by Ourblogtemplates.com 2008

    Back to TOP