>> الأحد، 12 أكتوبر 2008
5
والمحمود عند النساء من الرجال أيضا هو الذى يكون ذا همةٍ ولطافةٍ ومن له حسن القوام والقد، المليح الشكل، لا يكذب على امرأة أبداً ويكون صدوق اللّهجة، أي اللسان، سخيّ شجاع كريم النفس خفيف على القلب، إذا قال أوفي وإذا اؤتمن لم يخن وإذا وعد صدق، فهو الذى يطمع في وصالهن ومعرفتهن ومحبتهن، وأما الرجل المذموم عندهن فأنظره في الباب الذى بعده عكس ما ذكر.
حُكي ... واللّه أعلم ...: إنه كان في زمن ومملكة المأمون رجل مسخرة، يقال له بهلول، وكان كثيراً ما يتمسخر عليه ابلسلطان والوزراء والقُوّاد، فدخـل ذات يـوم على المأمون وهو في حكومته، فأمره بالجلوس فجلس بين يديه فصفع عنقه وقال له: ماجاء بك يا إبن الزانية؟؛ فرد عليه قائلا: أتيت لأرى مولانا نصره اللّه؛ فقال له المأمون: ماحالتك مع هذه المرأة الجديده ومع القديمة؟، وكان بهلول قد تزوج امرأة على إمرأته القديمة، فرد قائلاً: لا حاجة لي مع الجديدة ولا حاجة لي مع القديمة ولا حاجة لي مع الفقر، فقال المأمون: يابهلول فهل قلت في ذلك شيئا؟ .. فقال: نعم .. قال: أنشد ما قلت في ذلك !!؛ فقال:
الفقر قيّدني و الفقر عذّبني والفقر صيرني في أشد الحال
والفقر شتمنى والفقر أهلكنى والفقر شمت بي بين أجيال
لا بارك اللّه في فقر تكون كما فقر فقد شمّت فيّ جميع عزّالي
إن دام فقر وكابدني ومارسني لاشك يترك مني منزلي خال
فقال له: وإلى أين تذهب؛ قال: إلى اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم ثم إليك يا أمير المؤمنين؛ فقال له: أحسنت، فمـن هرب إلى اللّه ورسوله قبلناه؛ ثم قال: فهل قلت في زوجتك وما وقع بينكما شـعراً ؟؛ قال: نعم !؛ قال: أسمعنا؛ فانشــــــد:
فـقـلـت أكـون بينهما خروفـا أنــعم بين ثديي نـعـجتـيـن
تــزوجت إثـنين لفرط جهـلي فما أشقاك يازوج اثــنتــيـن
فـصرت كنعجةٍ تضحي وتمسي تُـعـــذّب بين أخبث ذنـبـين
لـهــذه لـيلة و لـتلك أخرى عــــــتاب دائم في الليلتين
رضــى هذه يهيّج سـخط هذي و مـا أنجو من إحدى السخطتين
فـإن شـئت أن تعيش عبداً كريماً خـــلّي الـقلب مملوء اليدين
فـعـــش فرداً فإن لم تستطعه فـواحدة تقوم بـعـسـكــرين
فلما سمع المأمون شعره ضحك حتى استلقى على ظهره ثـم خلع عليه ثوباً مذهباً، فسار بهلول مسرور الخاطر، فأجـتاز في طريقـه على منزل الوزير الأعظم وإذا بجارية في أعلى كوكب وقد فرعت رأسها فرأت البهلول، فقالت لوصيفتها: هذا بهلول وربّ الكعبة أرى علية ثوباً وذهباً، فكيف أحتال في أخذه، فقالت لها الوصيفه: يامولاتي إنه رجل حــازم، فالناس يزعمون أنـهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم، أتركيه يامولاتي فلا يوقعك في التي تحفري له، فقالت: لابد من ذلك، ثم إنها أرسلت إليه الوصيفه، فقالت له: إن مولاتي تدعوك، قال: على بركة اللّه، فمن دعاني أستجب له، ثم قدم عليها فسلمت عليه وقالت له: يابهلول ! إنى فهمت عنك أنك أتيت لتسمع الغناء، فقال: أجل، وكانت هي نفسها مغنّية عظيمة، فقالت له: وفهمت عنك أنك بعـد سماعك الغناء تريد الطعام، فقال: نعم، فغنت له صوتا عجيبا ثم قدمت له الطعام والشراب فأكل وشرب، ثم قالت له: يابهلول سمعت عنك أنك تريد أن تنزع الحلّة التى عليك وتهبها لي، فقال: يا مولاتي .. أخلعها أمام من يبرّ بيميني، فقد أقسمت اليمين أنّي لا أهبها إلاّ لمن أفعل معه ما يفعله الرجل بأهله،
فقالت: تعرف هذا يا بهلول، فقال: و كيف لا أعرفه، فواللّه إني لأعرف الناس به، وأنا أعلمهم وأعرفهم بحقوق النسـاء وبنكاحهن وحظهن وقدرهن، ولم يعطي يامولاتى للمرأة في النكـاح حقها غيري؛ وكانت حمدونة هذه بنت المأمون زوجة الوزير الأعظم وهي صاحبة حسنٍ وجمال وقدٍ وإعتدال وبهاءٍ وكمال، لم يكن في زمنها أجمل منها في حسنها وكمـالها، إذا رأتها الأبطال تخشع وتذل وتخضع أعينهم في الأرض خـوف فتنتها لما أعطاها اللّه من الحسن والجمال؛ فمن حقـق نظره من الرجال فيها افتـتن، وقد هلك على يدها أبطال كثـيرة، وكان بهلول هذا يكره الإجتماع معها فترسل اليه ويأبى خوفاً من الفتنة على نفسه فلم تزل كذلك مدة من الزمن إلى ذلك اليوم فأرسلت إليه فأتاها كما ذكرنا أوّل الحكاية فجعلت تخاطبه ويخاطبها وهو مرة ينظر إليها ومرة يقع بصره في الأرض خــوفاً من الفتنة، فجعلت تراوده على أخذ الثوب،
وهـو يراودها على أخذ ثمنه؛ فتقول: ماثمنه، فيقول: الوصال، فتقول: له تعرف هذا، فيقول: أنا أعرف خلق اللّه تعالى بـه، وحـب النساء من شـأنى ولم يشتغل بهن أحد مثلى، وأكمل قائلاً: يا مولاتى إنّ النساء تفرقت عقولهن وخاطرهن في أشغـال الدنيا، فهذا يأخذ وهذا يعطي وهذا يبيع وهذا يشتري إلاّ أنا، فليس لي شغل أشتغل به إلاّ حب الناعمات، أشفي لهن الغلـيل وأداوي كل فرج عليل؛
؛ فتعجبت وقالت له: هل قلت في ذلك شعراً؛ فقال: نعم قلت في ذلك .... و أنشد يقول:
غـرقـت الناس في شغل وفي شغل و في انـبساط و في قبض وفي جسم
و في اضطرابٍ وفي فقرٍ وثمتٍ وفي غـنـاء مـال و في أخذ و في نعم
و لا غرامي الا في نكاح وفي حــب الـنـساء بلا شك ولا وهم
إن أبـطـأ الفرج عن إيري يعاتبني قلبيى عتاباً شديداً غـيـر مـنصرم
إلاّ أنـا ليس لي في ذلك مـنفعة في الـتركان ولا في العرب والعجم
هذا الذي قــام فـانظر عظم خلقته يـشـفي غليلا ويطفئ ناراً تضطرم
بـالـحل و الدّلك في الافخاذ يا أملي يـاقـرة الـعـين بنت الجود والكرم
إن كـان يشفي عليلا زدت منه ولا عـتب عليك فهذا مصرف الأمم
و إلاّ فـابـعـدينى عنك و اطردينى طــرداً عـنيـفاً بلا خوف ولا ندم
و انظري فان قلت لا لأزددت منقصة عـندي فـباللّه اعـذريني ولا تلم
و أدحضي عليك اقاويل الـعداوة ولا تـصـغـي لـقـول سفيه كان متهم
و أقربي اليّ ولا تبتعدي وكونى كمن أعـطـى دواءً لـمن كان ذا سقم
و اعزمي لكي نرقى _فوق _:_:_النهود ولا تبخلي بوصل .. اليّ قومي بلا حـشم
و اتـركـي عـليك فاني لا ابوح بذا لـو كـنت انسر من رأسي إلى قدم
يـكــفيك انـت فـأنت ثم انا فأنا عـبـد وانـت مـولاتـي بلا وهم
فـكـيـف أخـرج سراً كان مكتتما أنــا على الـسـر أصم ومنبكم
اللــــه يعلم ما قد حل بي وكفى مـن الـغـرام فـاني اليوم في عدم
فلـما سمعت شعره إنحلت و نظرت إيره قائماً بين يديه كالعود، فجعلت تقول مرة أفعل ذلك وذلك في نفسها خفية، وقامت الشهوة بين أفخاذها وجرى إبليس منها مجرى الدم وطابت نفسها أن ترقد له ثم قالت لنفسها: هذا بهلول إذا فعل هذا معي ثم أخبر فلن يصدقه أحد، ثم قالت له: إنزع الحلّة وادخل إلى المقصورة حتى أقضي أربي منك يا قرة العين، فقامت ترتعد مما حلّ بها من ألم الشهوة ثم حلت حزامها ودخلت إلى المقصورة وتبعها وهي تتدرج فجعل بهلول يقول: ياترى هذا في المنام أم في اليقظة، فلما دخلت إلى مقصورتها ارتقت على فرش من الحرير وأقامت الحلل على أفخاذهـا وجعلت ترتعد بصحتها بين يديه وما أعطاها اللّه من الحسن، فنظر بطنها معقدة كالقبـة المضروبة ونظرإلى سرتها في وسع القدح فمد نظره إلى اسفل فرأى خلقتةً هائلـة فتعجب من تعرية افخاذها فقرب منها وقبّلها تقبيلاً كثيراً فرأى من حسنها وجمالها ما أدهشه وهي تقوم وتلقي إليه بفرجها، فقال: يا مولاتي أراك داهشة مبهوتة، فقالت: إليك عني يا ابن الزانية، فإني واللّه كالفرسة الحائلة، وزدت انت بكلامك، ألم تعلم أن هذا الكلام يخْيل المرأة ولو كانت أصين خلق اللّه، أهلكتنى بكلامك وشعرك !!؛ فقال: ولأي شيء تتحيّلى وزوجك معك؛ فقالت: المرأة تتحيّل على الرجل كما تتحيل الفرسة على الفرس، سواءً كان عندها زوج أم لا، خلافاً للخيل، فإنها تتحيل بطول المكث إذا لم يرتم عليها فحل، والمرأة تتحيّل بالكلام و بطول المدة فكيف أنا وهاتان الخصلتان إلتقيا عندي وأنا غاضبة على زوجي أعواماً، فقال: لها إن بظهري ألما فلا أستطيع الصعود على صدرك ولكن إصعدي أنت وخذي الثوب ودعيني أنصرف، ثم إنه رقد لها كما ترقد المرأة للرجل وإيره واقف كالعود، فأرتمت عليه ومسكته بيدها وجعلت تنظر إليه وتتعجب من كبره وعظمته، فقالت: هذا فتنة النساء وعليه يكون البلاء يابهلول، ما رأيت أكبر من إيرك، ثم مسكته و قبلته ومشته بين فرجها ونزلت عليه وإذا هو غائب لم يظهر له خبر ولا أثر، فنظرت فلم ترى منه شيئا يظهر، فقالت: قبّح اللّه النّساء فما أقدرهنّ على المصائب، ثم جعلت تطلع وتنزل عليه وتغربل وتكربل يميناً وشمالاً وخلفاً وأماماً إلى أن أتت الشهوتان جميعاً، ثم إنها مسكته وقعدت عليه واخرجته رويداً رويداً وهى تنظر إليه وتقول: هكذا تكون الرجال ثم مسحته، وقام عنها يريد الإنصراف، فقالت: له وأين الحلة ؟، فقال: يا مولاتي تنكحيني وأزيدك من يدي !!؛ فقالت: ألم تقل لي أن بظهري ألماً فلا أستطيع الفعل؛ فقال لها: أنت التي إرتقيت عليه وجعلتيه ينزل، فأنت التي نكحتيني، أما أنا فلم أرق على صدرك وأدك إيري بين خدّي فخديك، وأنا أطلب حقي منك !! وإلاّ دعيني أنصرف؛ فقالت في نفسها إني فعلت ولكنّي لن أدعه يذهب دون الثاني ويذهب عني ثم رقدت له فقال: لا أقبل حتى تنزعي جميع ثيابك، فنزعت الجميع، وعل يتعجّب من حسنها وجمالها ويقلب فيها عضواً عضواً إلى أنْ أتى إلى ذلك @@@@@@@@@@@المحل فقبله وعضه عضةً عظيمةً وقال: آه ثم آه .. يا فتنة الرجال؛ ولم يزل بها عضاً وتقبيلاً إلى أن قربت شهوتهما، فقربت يدها إليه وأدخلته في فرجها بكماله، فجعل يدك هو وتهز هي جيداً إلى أن أتت الشهوتان ثم إنه أراد الخروج، فقالت له: أتهزأ بي ؟؛ فقال لها: لا أنزعها إلاّ بثمنها !؛ فقالت: وما ثمنها ؟؛ فقال: الأوّل لك والثانى لي وهو عوض الأول وقد تفادينا، وهذا الثالث هو ثمنه، ثم نزعه وطواه بين يديه فقامت ورقدت له وقالت: إفعل ما تشاء؛ ثم إنه ترامى عليها وأولج إيره في فرجها إيلاجاً مستديماً وجعل يدك وهي تهز إلى أنْ أتت شهوتهما جميعاً فقام عنها وترك الحلة، فقالت لها الوصيفه: ألم أقل لك ان بهلول رجل حازم فلا تقدري عليه، وإن الناس يزعمون أنهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم فلم تقبلي قولي؛ فقالت: أسكتي عني، فقد وقع ما وقع وكل فرج مكتوب عليه إسم ناكحه حبّ من حب أو كره من كره، ولو لا أن إسمه مكتوب على فرجي ما كان يتوصل إليه هو ولا غيره من خلق اللّه تعالى ولو يهب لى جميع الدنيا؛ فبينما هما في الحديث و إذا بقارع يقرع الباب، فسألت الوصيفه: من بالباب ؟؛ فرد: أنا بهلول؛ فلما سمعت امرأة الوزير صوته إرتعدت، فقالت له الوصيفه: ماتريد ؟ قال: ناوليني شربة ماء؛ فأخرجت له الإناء فشرب ثم ألقاها من يده فأنكسرت، فأغلقت الوصيفه الباب وتركته فجلس هناك، فبينما هو جالس إذ قدم عليه الوزير وقال له: مالي أراك هنا يا بهلول، فقال: ياسيدي كنت في طريقي من هنا فأخذني العطش فقرعت الباب فخرجت لي الوصيفه وناولتني إناء ماء فسقط من يدي فأنكسر فأخذت لمولاتي حمدونه الثوب الذى أعطانيه مولانا الأمير في حق الإناء، فقال للجارية: أخرجي له الحلة فخرجت _حمدونة وقالت: هكذا كان يا بهلول، ثم ضربت يداً على يد؛ فقال لها: أنا حدثته بهبالي وأنت حدثتيه بعقلك، فتعجبت منه وأخرجت له الحلة فأخذها _وانصرف.
5
والمحمود عند النساء من الرجال أيضا هو الذى يكون ذا همةٍ ولطافةٍ ومن له حسن القوام والقد، المليح الشكل، لا يكذب على امرأة أبداً ويكون صدوق اللّهجة، أي اللسان، سخيّ شجاع كريم النفس خفيف على القلب، إذا قال أوفي وإذا اؤتمن لم يخن وإذا وعد صدق، فهو الذى يطمع في وصالهن ومعرفتهن ومحبتهن، وأما الرجل المذموم عندهن فأنظره في الباب الذى بعده عكس ما ذكر.
حُكي ... واللّه أعلم ...: إنه كان في زمن ومملكة المأمون رجل مسخرة، يقال له بهلول، وكان كثيراً ما يتمسخر عليه ابلسلطان والوزراء والقُوّاد، فدخـل ذات يـوم على المأمون وهو في حكومته، فأمره بالجلوس فجلس بين يديه فصفع عنقه وقال له: ماجاء بك يا إبن الزانية؟؛ فرد عليه قائلا: أتيت لأرى مولانا نصره اللّه؛ فقال له المأمون: ماحالتك مع هذه المرأة الجديده ومع القديمة؟، وكان بهلول قد تزوج امرأة على إمرأته القديمة، فرد قائلاً: لا حاجة لي مع الجديدة ولا حاجة لي مع القديمة ولا حاجة لي مع الفقر، فقال المأمون: يابهلول فهل قلت في ذلك شيئا؟ .. فقال: نعم .. قال: أنشد ما قلت في ذلك !!؛ فقال:
الفقر قيّدني و الفقر عذّبني والفقر صيرني في أشد الحال
والفقر شتمنى والفقر أهلكنى والفقر شمت بي بين أجيال
لا بارك اللّه في فقر تكون كما فقر فقد شمّت فيّ جميع عزّالي
إن دام فقر وكابدني ومارسني لاشك يترك مني منزلي خال
فقال له: وإلى أين تذهب؛ قال: إلى اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم ثم إليك يا أمير المؤمنين؛ فقال له: أحسنت، فمـن هرب إلى اللّه ورسوله قبلناه؛ ثم قال: فهل قلت في زوجتك وما وقع بينكما شـعراً ؟؛ قال: نعم !؛ قال: أسمعنا؛ فانشــــــد:
فـقـلـت أكـون بينهما خروفـا أنــعم بين ثديي نـعـجتـيـن
تــزوجت إثـنين لفرط جهـلي فما أشقاك يازوج اثــنتــيـن
فـصرت كنعجةٍ تضحي وتمسي تُـعـــذّب بين أخبث ذنـبـين
لـهــذه لـيلة و لـتلك أخرى عــــــتاب دائم في الليلتين
رضــى هذه يهيّج سـخط هذي و مـا أنجو من إحدى السخطتين
فـإن شـئت أن تعيش عبداً كريماً خـــلّي الـقلب مملوء اليدين
فـعـــش فرداً فإن لم تستطعه فـواحدة تقوم بـعـسـكــرين
فلما سمع المأمون شعره ضحك حتى استلقى على ظهره ثـم خلع عليه ثوباً مذهباً، فسار بهلول مسرور الخاطر، فأجـتاز في طريقـه على منزل الوزير الأعظم وإذا بجارية في أعلى كوكب وقد فرعت رأسها فرأت البهلول، فقالت لوصيفتها: هذا بهلول وربّ الكعبة أرى علية ثوباً وذهباً، فكيف أحتال في أخذه، فقالت لها الوصيفه: يامولاتي إنه رجل حــازم، فالناس يزعمون أنـهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم، أتركيه يامولاتي فلا يوقعك في التي تحفري له، فقالت: لابد من ذلك، ثم إنها أرسلت إليه الوصيفه، فقالت له: إن مولاتي تدعوك، قال: على بركة اللّه، فمن دعاني أستجب له، ثم قدم عليها فسلمت عليه وقالت له: يابهلول ! إنى فهمت عنك أنك أتيت لتسمع الغناء، فقال: أجل، وكانت هي نفسها مغنّية عظيمة، فقالت له: وفهمت عنك أنك بعـد سماعك الغناء تريد الطعام، فقال: نعم، فغنت له صوتا عجيبا ثم قدمت له الطعام والشراب فأكل وشرب، ثم قالت له: يابهلول سمعت عنك أنك تريد أن تنزع الحلّة التى عليك وتهبها لي، فقال: يا مولاتي .. أخلعها أمام من يبرّ بيميني، فقد أقسمت اليمين أنّي لا أهبها إلاّ لمن أفعل معه ما يفعله الرجل بأهله،
فقالت: تعرف هذا يا بهلول، فقال: و كيف لا أعرفه، فواللّه إني لأعرف الناس به، وأنا أعلمهم وأعرفهم بحقوق النسـاء وبنكاحهن وحظهن وقدرهن، ولم يعطي يامولاتى للمرأة في النكـاح حقها غيري؛ وكانت حمدونة هذه بنت المأمون زوجة الوزير الأعظم وهي صاحبة حسنٍ وجمال وقدٍ وإعتدال وبهاءٍ وكمال، لم يكن في زمنها أجمل منها في حسنها وكمـالها، إذا رأتها الأبطال تخشع وتذل وتخضع أعينهم في الأرض خـوف فتنتها لما أعطاها اللّه من الحسن والجمال؛ فمن حقـق نظره من الرجال فيها افتـتن، وقد هلك على يدها أبطال كثـيرة، وكان بهلول هذا يكره الإجتماع معها فترسل اليه ويأبى خوفاً من الفتنة على نفسه فلم تزل كذلك مدة من الزمن إلى ذلك اليوم فأرسلت إليه فأتاها كما ذكرنا أوّل الحكاية فجعلت تخاطبه ويخاطبها وهو مرة ينظر إليها ومرة يقع بصره في الأرض خــوفاً من الفتنة، فجعلت تراوده على أخذ الثوب،
وهـو يراودها على أخذ ثمنه؛ فتقول: ماثمنه، فيقول: الوصال، فتقول: له تعرف هذا، فيقول: أنا أعرف خلق اللّه تعالى بـه، وحـب النساء من شـأنى ولم يشتغل بهن أحد مثلى، وأكمل قائلاً: يا مولاتى إنّ النساء تفرقت عقولهن وخاطرهن في أشغـال الدنيا، فهذا يأخذ وهذا يعطي وهذا يبيع وهذا يشتري إلاّ أنا، فليس لي شغل أشتغل به إلاّ حب الناعمات، أشفي لهن الغلـيل وأداوي كل فرج عليل؛
؛ فتعجبت وقالت له: هل قلت في ذلك شعراً؛ فقال: نعم قلت في ذلك .... و أنشد يقول:
غـرقـت الناس في شغل وفي شغل و في انـبساط و في قبض وفي جسم
و في اضطرابٍ وفي فقرٍ وثمتٍ وفي غـنـاء مـال و في أخذ و في نعم
و لا غرامي الا في نكاح وفي حــب الـنـساء بلا شك ولا وهم
إن أبـطـأ الفرج عن إيري يعاتبني قلبيى عتاباً شديداً غـيـر مـنصرم
إلاّ أنـا ليس لي في ذلك مـنفعة في الـتركان ولا في العرب والعجم
هذا الذي قــام فـانظر عظم خلقته يـشـفي غليلا ويطفئ ناراً تضطرم
بـالـحل و الدّلك في الافخاذ يا أملي يـاقـرة الـعـين بنت الجود والكرم
إن كـان يشفي عليلا زدت منه ولا عـتب عليك فهذا مصرف الأمم
و إلاّ فـابـعـدينى عنك و اطردينى طــرداً عـنيـفاً بلا خوف ولا ندم
و انظري فان قلت لا لأزددت منقصة عـندي فـباللّه اعـذريني ولا تلم
و أدحضي عليك اقاويل الـعداوة ولا تـصـغـي لـقـول سفيه كان متهم
و أقربي اليّ ولا تبتعدي وكونى كمن أعـطـى دواءً لـمن كان ذا سقم
و اعزمي لكي نرقى _فوق _:_:_النهود ولا تبخلي بوصل .. اليّ قومي بلا حـشم
و اتـركـي عـليك فاني لا ابوح بذا لـو كـنت انسر من رأسي إلى قدم
يـكــفيك انـت فـأنت ثم انا فأنا عـبـد وانـت مـولاتـي بلا وهم
فـكـيـف أخـرج سراً كان مكتتما أنــا على الـسـر أصم ومنبكم
اللــــه يعلم ما قد حل بي وكفى مـن الـغـرام فـاني اليوم في عدم
فلـما سمعت شعره إنحلت و نظرت إيره قائماً بين يديه كالعود، فجعلت تقول مرة أفعل ذلك وذلك في نفسها خفية، وقامت الشهوة بين أفخاذها وجرى إبليس منها مجرى الدم وطابت نفسها أن ترقد له ثم قالت لنفسها: هذا بهلول إذا فعل هذا معي ثم أخبر فلن يصدقه أحد، ثم قالت له: إنزع الحلّة وادخل إلى المقصورة حتى أقضي أربي منك يا قرة العين، فقامت ترتعد مما حلّ بها من ألم الشهوة ثم حلت حزامها ودخلت إلى المقصورة وتبعها وهي تتدرج فجعل بهلول يقول: ياترى هذا في المنام أم في اليقظة، فلما دخلت إلى مقصورتها ارتقت على فرش من الحرير وأقامت الحلل على أفخاذهـا وجعلت ترتعد بصحتها بين يديه وما أعطاها اللّه من الحسن، فنظر بطنها معقدة كالقبـة المضروبة ونظرإلى سرتها في وسع القدح فمد نظره إلى اسفل فرأى خلقتةً هائلـة فتعجب من تعرية افخاذها فقرب منها وقبّلها تقبيلاً كثيراً فرأى من حسنها وجمالها ما أدهشه وهي تقوم وتلقي إليه بفرجها، فقال: يا مولاتي أراك داهشة مبهوتة، فقالت: إليك عني يا ابن الزانية، فإني واللّه كالفرسة الحائلة، وزدت انت بكلامك، ألم تعلم أن هذا الكلام يخْيل المرأة ولو كانت أصين خلق اللّه، أهلكتنى بكلامك وشعرك !!؛ فقال: ولأي شيء تتحيّلى وزوجك معك؛ فقالت: المرأة تتحيّل على الرجل كما تتحيل الفرسة على الفرس، سواءً كان عندها زوج أم لا، خلافاً للخيل، فإنها تتحيل بطول المكث إذا لم يرتم عليها فحل، والمرأة تتحيّل بالكلام و بطول المدة فكيف أنا وهاتان الخصلتان إلتقيا عندي وأنا غاضبة على زوجي أعواماً، فقال: لها إن بظهري ألما فلا أستطيع الصعود على صدرك ولكن إصعدي أنت وخذي الثوب ودعيني أنصرف، ثم إنه رقد لها كما ترقد المرأة للرجل وإيره واقف كالعود، فأرتمت عليه ومسكته بيدها وجعلت تنظر إليه وتتعجب من كبره وعظمته، فقالت: هذا فتنة النساء وعليه يكون البلاء يابهلول، ما رأيت أكبر من إيرك، ثم مسكته و قبلته ومشته بين فرجها ونزلت عليه وإذا هو غائب لم يظهر له خبر ولا أثر، فنظرت فلم ترى منه شيئا يظهر، فقالت: قبّح اللّه النّساء فما أقدرهنّ على المصائب، ثم جعلت تطلع وتنزل عليه وتغربل وتكربل يميناً وشمالاً وخلفاً وأماماً إلى أن أتت الشهوتان جميعاً، ثم إنها مسكته وقعدت عليه واخرجته رويداً رويداً وهى تنظر إليه وتقول: هكذا تكون الرجال ثم مسحته، وقام عنها يريد الإنصراف، فقالت: له وأين الحلة ؟، فقال: يا مولاتي تنكحيني وأزيدك من يدي !!؛ فقالت: ألم تقل لي أن بظهري ألماً فلا أستطيع الفعل؛ فقال لها: أنت التي إرتقيت عليه وجعلتيه ينزل، فأنت التي نكحتيني، أما أنا فلم أرق على صدرك وأدك إيري بين خدّي فخديك، وأنا أطلب حقي منك !! وإلاّ دعيني أنصرف؛ فقالت في نفسها إني فعلت ولكنّي لن أدعه يذهب دون الثاني ويذهب عني ثم رقدت له فقال: لا أقبل حتى تنزعي جميع ثيابك، فنزعت الجميع، وعل يتعجّب من حسنها وجمالها ويقلب فيها عضواً عضواً إلى أنْ أتى إلى ذلك @@@@@@@@@@@المحل فقبله وعضه عضةً عظيمةً وقال: آه ثم آه .. يا فتنة الرجال؛ ولم يزل بها عضاً وتقبيلاً إلى أن قربت شهوتهما، فقربت يدها إليه وأدخلته في فرجها بكماله، فجعل يدك هو وتهز هي جيداً إلى أن أتت الشهوتان ثم إنه أراد الخروج، فقالت له: أتهزأ بي ؟؛ فقال لها: لا أنزعها إلاّ بثمنها !؛ فقالت: وما ثمنها ؟؛ فقال: الأوّل لك والثانى لي وهو عوض الأول وقد تفادينا، وهذا الثالث هو ثمنه، ثم نزعه وطواه بين يديه فقامت ورقدت له وقالت: إفعل ما تشاء؛ ثم إنه ترامى عليها وأولج إيره في فرجها إيلاجاً مستديماً وجعل يدك وهي تهز إلى أنْ أتت شهوتهما جميعاً فقام عنها وترك الحلة، فقالت لها الوصيفه: ألم أقل لك ان بهلول رجل حازم فلا تقدري عليه، وإن الناس يزعمون أنهم يضحكون عليه وهو يضحك عليهم فلم تقبلي قولي؛ فقالت: أسكتي عني، فقد وقع ما وقع وكل فرج مكتوب عليه إسم ناكحه حبّ من حب أو كره من كره، ولو لا أن إسمه مكتوب على فرجي ما كان يتوصل إليه هو ولا غيره من خلق اللّه تعالى ولو يهب لى جميع الدنيا؛ فبينما هما في الحديث و إذا بقارع يقرع الباب، فسألت الوصيفه: من بالباب ؟؛ فرد: أنا بهلول؛ فلما سمعت امرأة الوزير صوته إرتعدت، فقالت له الوصيفه: ماتريد ؟ قال: ناوليني شربة ماء؛ فأخرجت له الإناء فشرب ثم ألقاها من يده فأنكسرت، فأغلقت الوصيفه الباب وتركته فجلس هناك، فبينما هو جالس إذ قدم عليه الوزير وقال له: مالي أراك هنا يا بهلول، فقال: ياسيدي كنت في طريقي من هنا فأخذني العطش فقرعت الباب فخرجت لي الوصيفه وناولتني إناء ماء فسقط من يدي فأنكسر فأخذت لمولاتي حمدونه الثوب الذى أعطانيه مولانا الأمير في حق الإناء، فقال للجارية: أخرجي له الحلة فخرجت _حمدونة وقالت: هكذا كان يا بهلول، ثم ضربت يداً على يد؛ فقال لها: أنا حدثته بهبالي وأنت حدثتيه بعقلك، فتعجبت منه وأخرجت له الحلة فأخذها _وانصرف.
5
0 التعليقات:
إرسال تعليق